في مصياف مدارس كثيرة بحاجة إلى الصيانة الخدمات الفنية : تأهيل 12 مشروعاً بكلفة 45 مليون ليرة مشاريع قيــد التنفيذ بكلفــة 160 مليــون لـــيرة
نسمع دائماً عن ضرورة تأهيل البيئة المدرسية للطالب ربما استناداً إلى مايؤكده الخبراء في مجال التربية على أن البيئة المدرسية تعد مكملاً أساسياً لعناصر العملية التعليمية ومحفزاً للإبداع واكتشاف قدرات الطلاب. إلا أننا نسمع فقط من دون أن نرى شيئاً على أرض الواقع بدليل وجود عدد كبير من المدارس وضعها سيء للغاية وتحتاج إلى الصيانة والترميم فكل مافيها يخبرنا عن حاجتها الماسة للصيانة جدرانها المتصدعة و المتشققة و أبوابها وزجاج نوافذها وغيرها من المرافق التي تهدد سلامة وأمن الطلاب.
مدارس مصياف
والمدارس في منطقة مصياف كغيرها من مدارس كثيرة في المحافظة واقعها يحكي لنا عن ضرورة صيانتها ، وفقط جولة على مدرستين أو ثلاث كافية لأن نعطي صورة عن واقع غالبية المدارس إن لم تكن جميعها .
أبواب ونوافذ مكسورة
فأولاً الأبواب القديمة والتي تسمح بدخول الهواء إلى الغرفة الصفية التي لاينقصها البرد أصلاً ولاسيما بعد أن أصبح المازوت يعطى للمدارس بالقطارة ثم أقفالها المعطلة ثم زجاج النوافذ المكسورة ، وكل ذلك يشكل خطورة على الأطفال فكم من حادثة سمعنا بها عن سقوط الزجاج على الطلاب مجرد أن لمسوها.
وللأسف آخرحادثة وقعت في مدرسة ابتدائية في ريف مصياف الجنوبي ومن حسن حظ الطالب أن الإصابة كانت جرحاً فقط في رأسه .
الإنارة
وثانياً مشكلات الإنارة فنادراً ما نرى مدرسة واحدة وضع الإنارة فيها جيد والأخطر من ذلك أن أسلاك الكهرباء مكشوفة ، ومن المؤكد هي مصدر خطر على الطلاب إضافة إلى عدم إمكانية إنارة الغرف الصفية ، علماً أن الحاجة ماسة لإنارة الصفوف وتحديداً المدارس التي لديها دوام نصفي ، وعلى سبيل المثال لا الحصر حول كل ما ذكرناه مدرستي قطر الندى و قاسم الشيخ علي في المدينة ومدرسة حوير في ريف مصياف الجنوبي.
المقاعد ومعاناة حقيقية
أما إن أردنا التحدث عن المقاعد فحدث ولاحرج فهي مشكلة تسبب المعاناة الحقيقية لجميع المدارس ، فالمشكلة ليست في نقصها كما أكد العديد من مديري المدارس ، وإنما كونها مكسورة.
وهنا الطالب إما أن يكون مضطراً للوقوف ، أو للجلوس على الأرض أو الجلوس على الحديد في المقعد أو جر المقعد من شعبة لأخرى عندما يوجد دوامان في المدرسة.
بحاجة إلى صيانة
معظم مرافقها
المدرسون أكدوا بأن وضع البناء السيئ وحاجة المدارس لصيانة معظم مرافقها يؤثر سلبياً في سير العملية التدريسية و أضافوا : وهذا لم نتحدث عن ضرورة وجود غرف صفية في المدارس مجهزة بوسائل تكنولوجية كي يتمكن المدرس من مواكبة المناهج المتطورة، باختصار: معظم مدارسنا تحتاج إلى تأهيل .
أبدوا قلقهم الشديد
وأما أهالي الطلاب فقد أبدوا قلقهم الشديد على أطفالهم وخوفهم من الضرر والأذى الذي قد يلحق بهم ، سواء وجود الجدران المتشققة أم النوافذ المكسرة أم أسلاك الكهرباء المكشوفة وأيضاً الأبواب بشكل عام وتحديداً أبواب الحمامات إضافة إلى المقاعد .
تقول منى: كل يوم تأتي ابنتي إلى البيت وهي تشكو من ألم في ظهرها بسبب سوء مقعدها وجلوسها طوال فترة الدوام على حديد المقعد ، عدا عن البرد الذي يتسلل إليهم من النوافذ والأبواب.
وأضافت : من الطبيعي أن نشعر بالقلق على أبنائنا فهم يقضون ساعات طويلة في المدرسة حيث يفترض أن تتوافر فيها جميع عوامل الأمان والسلامة للطلاب ، وهذا أهم من كل شيء.
مطالباتنا مستمرة
مديرو المدارس الذين تحدثنا معهم أكدوا أن مدارسهم لم تجر لها أية صيانة منذ أكثر من عشر سنوات رغم مطالباتهم المستمرة حيث يتقدمون بطلبات لصيانة مدارسهم فيما يتعلق بجميع مرافقها من إصلاحات ودهان وصيانة مقاعد وغيرها ، إلا أن الاستجابة ضعيفة ، وتساءل هؤلاء : ما هو المقياس أو الأسس التي يبنى عليها اختيار المدارس للصيانة أم أن الأمر خيار وفقوس فيوجد مدارس متهالكة وعلى وضعها منذ سنوات لافتين إلى أنه لايوجد اعتمادات أو إمكانية للمدارس للقيام بأعمال الصيانة حتى بأقل تكلفة لأنه لا وارد سوى التعاون والنشاط وهي مبالغ رمزية بالكاد تكفي لشراء أقلام ومماسح للألواح .
رد مقتضب وآخر توضيحي
تتولى أعمال الصيانة في المدارس جهتان هما الأبنية المدرسية في مديرية التربية وهذه الجهة كان جوابها مختصراً ربما على قدر الأعمال التي يقومون بها بأنه في الآونة الأخيرة اقتصرت على أعمال الصيانة الخفيفة لضعف الإمكانات.
وأما الجهة الثانية فهي دائرة الأبنية في مديرية الخدمات الفنية بحماة حيث قال لنا المهندس محمد كامل زهية رئيس الدائرة : بالنسبة لمشاريع تأهيل أبنية التعليم تم الانتهاء من تأهيل 12 مشروعاً بكلفة إجمالية 45 مليون ليرة وهي مدارس اللقبة والرصافة وكفر كمرة والمحروسة الغربية ومدرسة الحيلونة حلقة أولى ومدرسة دير الصليب الغربية ح2ومدرسة بعمرا وقبو الفندارة وبيرة الجرد ح1 والحيلونة ح2 ومدرستا كاسر محفوض وكفرلاها في وادي العيون .
وهناك مشاريع قيد التنفيذ بكلفة 160 مليون ليرة في كل من السويدة والطمارقية ومشاريع جديدة قيد الدراسة ضمن خطة 2020 في كل من كفر عقيد ح2 ومدرسة بعمرا ودوير المشايخ وتل سكين الساروت وباحة مدرسة حنجور وبرشين وتل سكين العادة.
أما مشاريع أبنية التعليم الأساسي فقد تم الانتهاء من مشروعين بكلفة 32 مليون ليرة في كل من حنجور وقرطمان ويوجد مشروع واحد قيد التنفيذ مدور من أعوام سابقة بكلفة 30 مليون ليرة في الحارة الجنوبية من مصياف ومشروع قيد الإعلان في حوير الصليب بكلفة 40 مليون ليرة.
الأعمال
وبالنسبة للأعمال المنفذة في المدارس فهي البيتون بأنواعه والبلوك والكتلة الإسمنتية و البلاط والرخام و المنجور الخشبي والمعدني والأسوار والباحات والأعمال الكهربائية والدهان ودورات المياه والأثاث المؤلف من مقاعد وطاولات .
وأضاف : توقفت بعض المشاريع بسبب الظروف وسيتم التواصل مع المتعهدين لاستكمالها .
الصعوبات
أما أبرز الصعوبات التي تعيق العمل فهي نقص الاعتماد المالي من الموازنة الاستثمارية اللازم لتنفيذ المشاريع وخاصة مشاريع التأهيل والصيانة حيث بلغ العجز حتى تاريخه312 مليون ليرة كشوف مالية معدة أصولاً وجاهزة للصرف.
وأخيراً نقول :
طموحاتنا ليست كبيرة أو تعجيزية كل ما في الأمر فقط إصلاح باب ليس له من اسمه نصيب أو نافذة مكسورة قبل أن يتسبب زجاجها بالأذى لأطفالنا أو صيانة المقاعد أو تغطية أسلاك كهربائية وترميم جدران متصدعة تلافياً لتسببها بكارثة ، فقط بعض الاهتمام والبدء من المدارس الأكثر أولوية.
نسرين سليمان