في أواخر الثمانينيات وتحديداً عام 1987 تعرفت على الأديب والصحفي الراحل رياض محناية، في غرفته التي تضم إلى جانب مكتبه، مكتبين اثنين أحدهما للصحفي فواز حمادة (أبو معن) والثاني للصحفي سليم الشامي، غرفة تضيق بالمكاتب وبالكاد تتسع لكرسي إضافي ،لكن القلوب الدافئة المحبة اتسعت الجميع.
استقبلني (أبو عبدو) بابتسامته المعهودة، رحب بي ترحيباً حارّاً، قدّمت له عدّة مواضيع أدبيّة للصفحة الثقافية فوضعها أمامه ورغب إلي بتزويد الصفحة بمواد جديدة ..كان هذا اللقاء الأول مع المبدع رياض محناية..واستمرت اللقاءات والتعاون حتى رحيله في 22-2-2012 من هنا بدأت حكايتي مع الفداء والتي سأنشرها كمادة منفصلة لاحقاً …
يتميز الراحل بإحاطة ثقافية منوعة بالرغم من اهتمامه الأساس بالقصة والرواية، كتب مختلف صنوف الكتابة الصحفيّة ،كتب الزاوية والمقالة والتحقيق واللقاء والخبر، تميّز في جميعها وأبدع فيها، لامست كتاباته هموم الناس ومعاناتهم فانحاز بجرأة للفقراء والكادحين والمقهورين، أضف إلى ذلك فإن معظم كتاباته سواء الأدبية أو الصحفيّة جاءت بأسلوب ساخر فيه متعة وفكاهة ودعابة، عُرف محناية بعبارات وجمل كانت ملازمة لمعظم كتاباته مثل (يا مرحوم البيّ، سامحونا،….)
كرس الراحل الكثير من كتاباته عن مبدعي حماة ودورهم في نهضتها الثقافية والفكرية، حيث نشر زاوية (أعلام الأدب في حماة) عرّف من خلالها بقامات أدبية كان لها الدور البارز في الحركة الأدبية في محافظة حماة، إضافة إلى مشاركاته الواسعة بالأمسيات والأصبوحات الأدبية في المراكز الثقافية وتقديم نتاجه الأدبي من قصة وخاطرة و…
ولا بدْ أن نشير هنا وفي هذه العجالة لاهتمامه بالمواهب الشابة وتشجيعها ونشر إبداعاتها بكل حفاوة ومحبة في صفحة (أقلام واعدة) والتي أشرف عليها لفترة من الزمن، وقدمت مبدعين حقيقيين على مستوى المحافظة والقطر.
كما شارك الراحل بتحكيم العديد من المسابقات الأدبية على مستوى فرع الشبيبة ولسنوات عديدة، وقد أسعدني التعاون معه عندما كنت مكلفاً برئاسة مكتب الثقافة والإعداد والإعلام بفرع الشبيبة بحماة ،« حيث قدًم العديد من المحاضرات واللقاءات في دورات الأجناس الأدبية والإعلامية ومنح المشاركين من خبرته ومعرفته الكثير الكثير …
في. الذكرى الثامنة لرحيل الأديب والصحفي رياض محناية، تظل حروفه…كتاباته… حركاته …طيفه ذكرى خالدة لقلمٍ أعطى الثقافة والأدب من قلبه وروحه فكانت أيقونات نابضة بالحب والخير والسلام…
حبيب الإبراهيم