جلس إلى جانبها ومسح بمنديله دمعة كانت تستقر على خدها …
لا تدري ماذا تكون تلك الدمعة .. فرحاً بلقائه .. أم عتاباً لغيابه .. اقترب منها وهو يقدم الهدية التي تعود أن يقدمها إليها في كل عيد هامساً في أذنها:
ــ حبيبتي وحدي .. أود لو أطوف البلاد وأجوب الكواكب آتياً بالنجوم في عقد منتظم لأزين به جيدك …
تطلعت إليه .. وبأعماقها ملايين الكلمات والحروف ، احتضنتها بأصابع مرتعشة وكأنها تملك كنوز الدنيا .
كم هي مشتاقة إليه ! كم تتمنى أن تعانقه وتمطره قبلاً وشوقاً . قالت له :
ــ لقد أهديتني أشياء كثيرة مازلت احتفظ بها … أتذكر عندما قدمت عقد ياسمين قبل رحيلك وقلت لي :
ــ أذكريني .. أنا أحبك وأتمنى أن نبقى معاً للأبد ..!
لست أدري حقاً هل ملكت الدنيا في هذه اللحظة وعيناك صارت ساحة ذاكرتي .. ؟ ؟ ..
إني أراك أقوى من الأشياء التي حولي ، وعندما التقينا أنا وأنت … ( تشكل العالم )
وبلمسة ناعمة تطاير رذاذ العطر حول عنقها فحلقت في فضاءات كانت تعيشها معه ، نظرت إليه بلهفة متسائلة :
ــ أخيراً عدت .. آه .. كم انتظرتك .. كم أحضرت إليك وروداً رائعة المنظر لكن عمرها قصير .. لأنها لا تتقن الكلام .
فهي بلا شفاه .. بلا ملامح .. بلا عيون .. أنا سعيدة بقدومك حبيبي .
كم كنت مؤمنة بعودتك رغم كل شيء ، ثمة أصوات دعتك لتراني وتحضر معك زجاجة العطر ، فهي اثمن ما لديّ ولم أستطع مقاومة ذكرياتها .
لم أنسى أصابعك وهي تداعب حبق ضفائري ، لم أنسى يديك وهي تطوقني بعنف واشتياق . ألف .. ألف .. نداء دعاك إليّ لنمضي عيد الحب معاً اليوم .. أرجعتني للخلف أعواماً طويلة … واعترتني مشاعر متناقضة لم أستطع أخفاءها عن أعين الناس .
كيف أطفئ وهج الحب .. كيف تموت مشاعر فوق مستوى العشق .
أنا أحبك فوق التعبير ولا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونك …
لقد التقينا في هذه اللحظة . وبعيد الحب بالذات .. عشت بين الحلم والذكرى .. والحقيقة . فهمت بداخل غربتي وأنا ممتلئة بك حباً وجنوناً ..
إن تاريخ عيد الحب .. وتاريخ ميلاد حبي لك .. زجاجة عطر .. ابتسامتك الأولى المكان الذي التقينا فيه .. خطواتك على الدرب وأنت قادم إليّ ..
نقر أصابعك على الباب ، زحف أناملك على شعري ، همسك الذي يتدفق في فضاء الصمت . كل تلك الذكريات تجمعني بك .. حين لا أراك .
فتعال .. إذن نجمع أنت وأنا رذاذ العطر المتطاير في أفق المكان ونكتب ذكرى جميلة في عيد الحب .. !!
وكل عيد وأنت حبيبي .. وكل حب وأنت عيدي .. !!
رامية الملوحي