في الصفين السابع والثامن ، وقبل أكثر من أربعة عقود ،درْسنا الأستاذ أحمد نبهان مادة اللغة العربية في ثانوية الثورة العربية في الصبورة..كانت شخصيته قوية ،جاداً في عطائه ،محبوباً من قبل طلابه ، يتميز بنبرة خاصة ،أحببت اللغة العربية لأنني أحببته ، مدرّساً ومعلّماً وإنساناً..كنت أنتظر حصة اللغة العربية بشغف ولهفة، وخاصة القصة والتعبير ، حيث كان ينقلنا بأسلوبه الشيق وحضوره المميّز، إلى عوالم جميلة ، فسيحة، غنية بالمعرفة…أما الشعر فكان يطربنا بإلقاء القصائد الجميلة وبمهارة لافتة…
أحببت اللغة العربية وشغفت بها ، فاتجهت للقراءة والمطالعة، قرأت مجلة أسامة وبعض الكتب والدواوين التي كنا نستعيرها من الوحدة الثقافية المتنقلة التابعة للمركز الثقافي في حماة، صحيح أنني درست الفرع العلمي ، لكنني أتقنت اللغة العربية وتعلقت بها منذ سنوات دراستي الأولى…
أستاذي الذي أحببته وحببّني باللغة العربية ما تزال صورته في ذاكرتي وحركاته داخل الصف، خط يده على السبورة، ونبرة صوته تداعب مسمعي …
أستاذي أحمد نبهان أدعو أن يمد الله في عمره ويمنحه الصحة والعافية! لقد كان مثالاً للعطاء والنُبل والخير …
عندما يحب الطلاب مدرسيهم بكل تأكيد سيحبون المواد التي يدرسونها…يبدعون فيها ويتفوقون ويعطون بلا حدود.
لنحب طلابنا كي يبادلوننا المحبة بالمحبة … والعطاء بالعطاء. لنعاملهم كأباء وأبناء، نقترب منهم، نحس بهم، بمشاكلهم، نمدّ لهم يد العون والمساعدة، نشعرهم إننا وهم في مركبٍ واحد، علينا الوصول إلى شاطىء الآمان ، هذه دعوة لكل الزملاء المعلمين والمدرسين ان يكونوا أكثر قرباً ومحبةً من تلامذتهم وطلابهم، أن يكونوا مرآة لهم، سلوكاً، وقيماً، وأخلاقاً….
حبيب الإبراهيم