من قال إن الدجاج لا يطير؟ المـــواطـــن نســـي اللحـــم بـــأنــواعـــه !. 1500 ليرة ســعر كيــلـــو الفـــــروج
صحيح أن ارتفاع الأسعار طال كل احتياجات المواطن ، وبدأت الموائد تخلو شيئاً فشيئاً من الكثير من المواد وأهمها اللحوم ، لكن الأكثر تأثراً كانت اللحوم البيضاء بعد أن نسينا طعم بقية اللحوم الحمراء أو الأسماك .
فلماذا وكيف قفزت أسعار الفروج بنحو الضعف؟ حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى نحو ١٣٢٥ ليرة بأرض المدجنة وإلى 1500 ليرة بالسوق.
وهناك من يقول: إن التهريب سبب رئيسي في الارتفاع الراهن للأسعار لكن هذا ما نفته الجهات المعنية التي عزت الارتفاع لعدة أسباب أهمها : خروج عشرات المداجن من الإنتاج، وسط ارتفاع التكاليف وعزوف المربين عن التربية .
مسببات
عدد من مربي الدواجن بينوا لنا أن الارتفاع الراهن للأسعار جاء نتيجة مقدمات امتدت طيلة الأشهر السابقة، وأدت إلى تراجع العرض، إذ خرجت مداجن كثيرة من سوق الإنتاج، بسبب الخسائر المتلاحقة التي فاقمها ازدياد التكلفة في الشتاء.
وحول ما يتردد عن دور التهريب في خفض الأسعار سابقاً، ثم ارتفاعها لاحقاً، قالوا : إن أسعار الدواجن كانت منخفضة قياساً بدول الجوار لكن الكميات كانت بالكاد تغطي السوق المحلية.
تراكم خسائر
يحدثنا المربي أيمن حمود عن الخسائر التي تعرض لها مربو الدواجن طيلة الأشهر التسعة الماضية قائلاً: طبعاً خسائر المنتج تنعكس إيجابياً على المستهلك، إذ كانت أسعار الفروج هي الأخفض خلال الفترة ذاتها حيث وصل سعر كيلو الفروج في شهر آب لحدود ٥٢٥ ل.س وهو أقل من سعر التكلفة ويقول : إن تلك الخسائر أدت إلى تراجع العرض، ومنذ شهرين بدأ البعض بذبح أمهات الدجاج نتيجة هذه الخسائر كما انخفض سعر الصوص لعدم وجود طلب عليه للتربية.
الخروج من السوق
المربي فيصل قال : إن ارتفاع الأسعار كان يطل برأسه قبل فترة حيث بدأ الكثير من المربين الخروج من سوق التربية نتيجة الخسارة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وأضاف: إن أسعار الأعلاف ارتفعت بنسبة كبيرة في الفترة ما بين شهر تشرين الأول وبداية كانون الأول فعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار الذرة الصفراء بنسبة ٣٥% و فول الصويا بنسبة ٧٠% إضافة إلى الأدوية و اللقاحات الخاصة بالدواجن فقد ارتفعت بنسبة ٨٠ % و ارتفاع أجرة اليد العاملة بنسبة الضعف بينما بلغ ارتفاع أسعار البيض و الفروج ١٥% فقط ما يعني أن المنتج لا زال ضمن دائرة الخسارة.
قروض ميسرة
وحمّلنا عدد من المربين أمانة الحديث عن ضرورة منح الجهات المعنية قروضاً من دون فوائد لأصحاب المنشآت بضمانة المنشأة وإلغاء الفوائد على مواد العلف المستوردة و تسهيل منح إجازات الاستيراد للمواد العلفية إضافة إلى ترك التسعير لقوة العرض والطلب في السوق ، ففي هذه الحال فقط ستنخفض الأسعار و بذلك ستكون الحكومة دعمت المنتج و المستهلك معاً.
أين تأثيرها؟
المؤسسة العامة للدواجن تبدو من دون أي تأثير ، إذ لم تستطع أن تتدخل في السوق لتفرض أسعاراً مناسبة، وهو ما يُفترض أنه دورها الذي وُجدت من أجله، لكنها في الواقع ربما وجدت في «النأي بالنفس» أفضل الحلول .
وماذا عن المواطن؟.
يبقى المواطن الحلقة الأضعف ومكسر العصا في كل هذه التجاذبات السعرية مابين المربي والجهات الحكومية حيث أكد لنا عدد من المواطنين أن ارتفاع أسعار الفروج أثر في قوتهم الشرائية ، وباتوا غير قادرين على تأمين متطلباتهم المعيشية ، وبات الفروج أيضاً من الكماليات ليخرج هو الآخر من قائمة طعامهم التي خرج منها حتى الآن أكثر من ٧٠ % من حاجاتهم .
كما أكد لنا الكثير من المواطنين أن الأسعار ارتفعت رغم الجولات التموينية والرقابة على الأسواق وإغلاق العديد من المحال التجارية، لكنهم بالمقابل طالبوا بتفعيل الرقابة أكثر حتى يتمكن ذوو الدخل المحدود من شراء هذه اللحوم .
وكانت أسعار الفروح قد ارتفعت خلال الأسبوع الفائت، حيث وصل سعر كيلو الفروج إلى 1500 ليرة وكيلو الصدر إلى 2600 ليرة، في حين بلغ كيلو الدبابيس والوردة 1450 ليرة.
وهكذا طار الفروج عن موائد المواطنين وبات حلماً لا يطاله البعض بعد أن كان «فشة الخلق» الوحيدة والأرخص بالنسبة للحوم، فهل ستتمكن الجهات المعنية من تخفيض أسعاره وإعادته مطهياً على الموائد؟.
نأمل ذلك.
ازدهار صقور