شملت 7282 مستفيداً حملــة لصحــة المــراهقـــين بســلميــة وريـــفهـــا

المنطقة الصحية: للأهل دور مهم وأساسي في دعمهم

استطاع قسم الصحة النفسية بمنطقة سلمية الصحية ، وبجهود عناصره ، من خلال برامج عمله المتميزة، بأن يغير المفهوم الخاطئ عن الصحة النفسية بنسبة كبيرة لدى المجتمع ، وأن يزيد نسبة الوعي وأهميته ودوره الكبير  لدى الكثير من المواطنين كباراً وصغاراً ونساءً ، وظهر ذلك جلياً من خلال تحسن الكثيرين من مشكلاتهم النفسية، والزيادة بعدد المرتادين لقسم الصحة النفسية بالمنطقة الصحية .
   وحملة صحة المراهقين، إحدى البرامج المهمة التي نفذت بمدارس مدينة سلمية وريفها والمراكز الصحية، من خلال التواصل والحوار والمناقشة مع شباب وصبايا بسن المراهقة عن همومهم وأفكارهم ومشكلاتهم، وإيجاد الحلول لمشكلاتهم الخاصة، وتعد هذه الحملة خطوة مهمة للصحة النفسية بمنطقة سلمية الصحية لبناء جسر من التواصل الدائم بينهم .

ضوء على الحملة
وللحديث عن الصحة النفسية وأهميتها وبرنامج صحة المراهقين ، كان للفداء لقاء مع مسؤولة البرنامج ورئيس المنطقة الصحية وعدد من المراهقين الطلاب .
ردم الفجوة
   مسؤولة البرنامج  المرشدة النفسية ألفت العلي ، قالت لنا : الصحة النفسية هي قدرة الفرد على إدراك إمكاناته الخاصة واستخدامها في التكيف مع ضغوط الحياة الطبيعية والعمل بشكل منتج ومثمر ، ولقد بدأ عمل برنامج الصحة النفسية بشكل معتمد منذ بداية عام 2017 بعد التدريبات المنفذة من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية على برنامج ردم الفجوة النفسية ، وبدأ التوثيق بشكل فعلي في السجلات وتخصيص غرفة خاصة بمركز سلمية الإشرافي لتقديم خدمة العلاج المعرفي السلوكي .
والهدف من الصحة النفسية ، توفير الخدمة وردم الفجوة في نقص الموارد المؤهلة والمدربة في هذا المجال، وتوفير خدمات الصحة النفسية ودمجها ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية في المراكز الصحية ضمن برنامج ردم الفجوة  وتدبير 70% من الاضطرابات النفسية ضمن برنامج ردم الفجوة النفسية و التخفيف من الوصمة تجاه المشكلات النفسية في المجتمع  والتوعية في التعامل مع الحالات المتزايدة من مشكلات الصحة النفسية ، وزيادة القدرة على التعامل مع الأشخاص المتضررين من الحوادث والأزمات.
تدريب 20 طبيباً وطبيبة
   وتم تدريب /20/ طبيباً وطبيبة في المراكز الصحية لتدبير 70% من الاضطرابات النفسية ضمن برنامج ردم الفجوة النفسية والاضطرابات التي تم التدريب عليها / الاكتئاب ـ اضطراب الشدة ما بعد الصدمة ـ شكاوى عاطفية غير مفسرة جسدياً ـ الصرع ـ الانتحار ـ الاضطرابات المائية ـ الاضطرابات السلوكية ـ الحزن المديد ـ الإدمان ـ الخرف / ـ
و40 ممرضة
   وتدريب مجموعة من التمريض تضم /40/ ممرضة من مراكز سلمية وريفها ، لدعم عمل الأطباء من خلال التثقيف النفسي والمتابعة لبعض المرضى والإحالة إلى اختصاصي عند الحاجة ـ وتم تدريب /194/ عاملاً صحياً في خدمات / صحة الطفل واللقاح والصحة الإنجابية ومكتب القبول والعيادة العامة / على أساسيات الدعم النفسي لدعم عمل التمريض المدرب على برنامج ردم الفجوة النفسية في المركز وتحويل الحالات لهم عند الضرورة، وتدريب أطباء النسائية والعاملين في برنامج الصحة الإنجابية من قابلات وتمريض على تشخيص وتدبير اكتئاب ما حول الولادة .  
تدريب 48 عاملاً
   وحول حملة صحة المراهقين تضيف العلي قائلة : نظراً لأهمية مرحلة المراهقة ، وما تحمله من تحديات عند الأهل والمراهق ، تم مؤخراً تنفيذ حملة بعنوان / الصحة النفسية للمراهق / على مستوى منطقة سلمية وريفها بالتعاون مع التوجيه التربوي وبرنامج الخدمات الصحية بمؤسسة الآغاخان ، وتم التحضير لها بشكل جيد ، حيث تم تدريب /48/ عاملاً صحياً من /21/ مركزاً ، على رسائل الحملة التي تتضمن : ـ خصائص مرحلة المراهقة وما تحمله من تحديات / النمو الجسدي والجنسي والمعرفي والذهني والاجتماعي والعاطفي / ـ المشكلات الصحية التي يواجهها المراهق ـ الممارسات الوالدية الإيجابية في تعزيز ثقة المراهق بنفسه ، وتهيئة المناخ المناسب للمراهق لعبور هذه المرحلة بأمان ـ وتم تدريب /75 / مرشداً نفسياً واجتماعياً في مدارس سلمية وريفها على رسائل الحملة ـ ووضع خطة الأنشطة خلال أسبوع الحملة بالتنسيق والتعاون مع المرشدين النفسيين والاجتماعيين لتحقيق وصول أفضل من خلال المدارس وتعزيز دور العامل والمركز الصحي في رفع الوعي وتقديم الخدمة .
الفئات المستهدفة
    والفئات المستهدفة بالحملة : المستفيدون من خدمات المراكز الصحية والعاملون فيها ، والكادر الإداري التدريسي وأولياء أمور الطلاب في المدارس ، و الموظفون بالدوائر الحكومية ، وطلاب المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 14 ـ 18 سنة ، وتم عقد وتنفيذ جلسات مجتمعية ومحاضرات وزيارات منزلية وأنشطة مجتمعية بالمراكز الصحية وخارجها ، وتوزيع بروشورات عن صحة المراهقين .
7282 شخصاً
   وتضيف المرشدة العلي قائلة : ولقد تم استهداف /7282 / شخصاً من الفئات السابقة بشكل مباشر وفق الأنشطة المختلفة ، والتنسيق وتنفيذ الأنشطة بين العاملين الصحيين والمرشدين جيد ، وبلغ عدد المستفيدين من أنشطة الحملة بالمدينة /2104/ وفي الريف /5178/ ـ الذكور /1258/ والإناث /6024/ ، وبمشاركة وفعالية كبيرة من الحضور بالجلسات ، ومن الضرورة تكرار هذه الجلسات التوعوية لأهمية الموضوع المطروح وحاجة الأهل للمعرفة بمواضيع تتعلق بصحة أبنائهم ، وكان للأهل العديد من الأسئلة المتعلقة بمشكلات سلوكية أو عاطفية يعاني منها المراهقون ، وزيادة عدد المراجعين للمراكز الصحية من هذه الفئة العمرية .
ترقب وقلق
    وعن صحة المراهقين حدثنا رئيس منطقة سلمية الصحية الدكتور رامي رزوق ، قائلاً : المراهقة بتغيراتها الجسدية والجنسية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية ، يمكن أن تسبب الترقب والقلق لكل من المراهقين والأهل ، ولذلك لا يجب توقع مرور هذه المرحلة بدون أية تحديات للأهل كما للمراهق.
مراحلها
   والمراهقة مراحل ، المرحلة الأولى : من عمر /10 ـ 14/ سنة ، وتسمى المراهقة المبكرة ، وتترافق مع نمو جسدي وسريع مع ظهور تغيرات جنسية تبدأ عادة بشكل أبكر لدى الإناث من الذكور ، وتثير هذه التغيرات الفضول والقلق لدى البعض ، وعلى الأهل التحضير لها والتوعية بشكل مسبق ، ويصبح التفكير بهذه المرحلة حاداً إما أبيض أو أسود وصح أو خطأ ورائع أو سيء ، والحاجة المتزايدة للخصوصية .
و المرحلة الثانية : من عمر /14ـ 17/ سنة ، وتسمى المراهقة المتوسطة، تستمر التغيرات الجسدية ، ويصبح العديد من المراهقين مهتمين بالأمور والعلاقات الرومانسية والجنسية ، ويتجادل البعض مع أهلهم ويكافحون للحصول على المزيد من الاستقلالية والخصوصية وأكثر أوقاتهم مع أصدقائهم ، ويتطور نمو الدماغ نحو النضج .
والمرحلة الثالثة : من عمر/ 18ـ 21 / سنة وما بعدها ، فيها يكتمل نمو الجسم ، و يكون لديهم قدرة أكبر على تقدير المخاطر المتعلقة بسلوكياتهم مقارنة مع فترة المراهقة الوسطى ، ويمكنهم تحديد قيمهم الخاصة ويصبحون أكثر تركيزاً على المستقبل .
الاعتماد على الأصدقاء
  ويضيف د . رزوق قائلاً : تترافق هذه المرحلة مع حاجة المراهقين لاتخاذ قراراتهم الخاصة ، والاعتماد بشكل متزايد على الأصدقاء للحصول على التوجيه ، والرغبة في البحث والمعرفة، وهذه التغيرات ، تترافق أحياناً مع سلوكيات غير صحيحة كالتدخين والكحول و الإصابة بحوادث الطرق، بالإضافة لمشكلات أخرى مرتبطة بالصحة النفسية كالانتحار .
دور الأهل
    وللأهل دور  مهم  وأساسي في دعم صحة المراهقين ، من خلال القيام بالخطوات التالية للنجاح بالتعامل مع مرحلة المراهقة :
   وأهم الخطوات: مساعدة الأبناء والبنات على تحضير أنفسهم قبل حدوث التغيرات الجسدية المتوقع حصولها وطمأنتهم بأن هذه التغيرات هي جزء من التطور الطبيعي للإنسان ، والحرص على بناء جو إيجابي وداعم ، والبحث عن نقاط قوتهم والاحتفال معهم بنجاحاتهم ، بدلاً من التركيز على سلبياتهم وإخفاقاتهم ، فالصعوبات والمشكلات فرصة للتعلم بهذه المرحلة ، ومن الضرورة الاستماع والاستجابة لأسئلتهم حتى ولو كانت حساسة ومخجلة ، والحرص على تقديم معلومات موثوقة وصحيحة ، لبناء الثقة وعدم اللجوء للآخرين للحصول على معلومات ربما تكون خاطئة ، والمبادرة إلى فسح المجال للنقاش والاستماع  الجيد لمشكلاتهم وتجنب أسلوب الوعظ والانتقاد ، والحرص  على بناء جو إيجابي وداعم ، وتقديم الدعم والمساندة لهم ومشاركتهم بوضع الحدود مثل : / مغادرة البيت والزيارات والواجبات المدرسية .. الخ / ومن المهم توسيع وزيادة الفرص المتاحة لهم للحصول على الاستقلالية مع الانتباه لجانب السلامة والأمان لمساعدتهم على تحمل المسؤولية وبناء شخصيتهم القوية ، ومناقشة السلوكيات الخطرة معهم وعواقبها ، وعلى الأهل تقديم المثال الإيجابي عبر التزامهم بها ، وتقبل واحترام خياراتهم الشخصية .
معلومات وأفكار قيِّمة
     عدد كبير من المراهقين الطلاب أكدوا  لنا بأن هذه الجلسات والمحاضرات مهمة ، ولقد استفدنا منها كثيراً ، وحصلنا على معلومات  وأفكار قيمة جيدة  نحتاجها للتغلب على العديد من مشكلاتنا النفسية ، ووجدنا أجوبة عن كثير من أسئلة لدينا ، وبتنا نحس بوجود من يفهمنا ويحس بنا، ونتمنى تكرار هذه الجلسات والأنشطة . 
ختاماً :
  صحة المراهقين موضوع مهم، فهو يتعلق بشريحة هامة من مجتمعنا، هم الشباب والصبايا بسن المراهقة ، ومن الضرورة أن يكونوا واعين ومدركين لها، ولأهميتها ولخطورتها بنفس الوقت ، وعلى الأهل والجميع أن يكونوا داعمين ومساندين للشباب، لوضعهم بالطريق الصحيح، ويجب تكرار وتوسيع هذه الحملات لتشمل أكبر عدد من المراهقين ، وتأمين الإمكانات اللازمة وتعاون كل الجهات للوصول للهدف المنشود منها .
حـسان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار