الداء الزلاقي Coeliac disease هو أحد أمراض فرط الحساسية التي تصيب الأمعاء الدقيقة، وتظهر أعراض فرط الحساسية هذه بسبب عدم تحمل أمعاء المريض لبروتين الغلوتين Gluten المتواجد في القمح والشعير والشوفان.
كيف يحدث الداء الزلاقي
وللحديث عن هذا المرض التقينا الدكتورة تغريد سالم اختصاصية أمرض جهاز الهضم والتي قالت:
من المعلوم أن الوظيفة الأساسية للجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء في جسم الإنسان هي امتصاص المواد الغذائية المفيدة من الطعام وطرح المواد غير الفعالة منه إلى خارج الجسم عن طريق فتحة الشرج وهذا الوضع الطبيعي، أما عند الإصابة بالداء الزلاقي فإن جهاز المناعة في جسم الإنسان يهاجم بروتين الغلوتين الذي يرتبط بالجدار الخارجي للأمعاء ما يسبب أضراراً جسيمة للأنسجة المبطنة للأمعاء الدقيقة ويصيبها بالالتهاب، كما يؤدي ذلك إلى تسطح الزغابات أي فقدانها لشكلها المميز(والزغابات: نتوءات في النسيج المبطن للأمعاء الدقيقة تساعد على زيادة سطح امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء)، وهذا سيؤدي بالطبع إلى أن تصبح الأمعاء غير قادرة على امتصاص العديد من المواد الغذائية المهمة والسوائل.
المــرض يظهــر غالبـاً
لدى الأطفال
يلاحظ ظهور مرض الزلاقي لدى الأطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام.
وكذلك في مرحلة المراهقة المبكرة وإن كانت هناك حالات إصابة في أعمار مختلفة في أي عمــر فبعض الحالات اكتشـــفت في سن السبعين .
أسباب الإصابة
بينت الدكتورة تغريد أنه لم يتم التعرف على العامل الرئيسي المُسبب ولكن
هناك التأهب الوراثي للمرض نتيجة ملاحظة زيادة نسبة الانتشار عند التوائم وحيدة البيضة حتى 70%، وعند الأخوة والأقارب حتى 10%. لوحظ وجود مستضدات HLA من الصف الثاني لدى كل المصابين بالداء الزلاقي حيث وجد HLA DQ2 عند 95% من مرضى الداء الزلاقي،
ووجد HLA DQ8 عند الباقي.
أعراض الداء الزلاقي
في الواقع، ليست هنالك علامات وأعراض مميزة للداء الزلاقي تجعل تشخيصه سهلاً ولا يحتاج إلى تفريق تشخيصي، حيث يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض عامة عند تناولهم لمادة القمح أو الشعير أو أحد منتجاتهما تشبه أعراض أمراض أخرى مثل متلازمة القولون المتهيج ومرض عدم تحمل اللاكتوز، ولذا قد يمر هذا المرض بدون ان يتم تشخيصه .
أما أهم الأعراض التي يسببها تناول منتجات القمح لمرضى الداء الزلاقي، فهي ما يلي:- آلام في البطن- إسهال- انتفاخ في البطن، وضمور في العضلات- تغير قوام البراز ورائحته- التعب والإعياء – سوء التغذية، ونقصان الوزن – فقر الدم – هشاشة العظام – بطء النمو وتأخر البلوغ عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من المرض – اعتلالات عصبية وتشنجات – طفح جلدي .
ممكن لهذه الأعراض أن تظهر في أي عمر بعد إدخال الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، ومن الشائع أن تبدأ الأعراض مبكراً في مرحلة الطفولة ولكن من الممكن للأعراض أن تتأخر في الظهور حتى بعد البلوغ.
تشخيص الداء الزلاقي
1-اختبارات الدم:
الخطوة الأولى في تشخيص الداء الزلاقي هو اختبار الدم.
2-خزعة الأمعاء الدقيقة بالتنظير الهضمي العلوي:
– عند إجراء الخزعة وفحصها، يتبين وجود تبدلات نسيجية مميزة في القسم القريب للأمعاء الدقيقة تتمثل بشكل أساسي بضمور الزغابات المعوية.
3- حدوث تحسن سريري سريع وواضح بعد اتباع المريض للحمية الخالية من الغلوتين أي أطعمة لا تحتوي على القمح مطلقا.
علاج الداء الزلاقي
العلاج الوحيد للذين يعانون من الداء الزلاقي هو التجنب التام لجميع الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الغلوتين. وقد يكون الشخص بحاجة إلى المكملات الغذائية (الفيتامينات) في بعض الأحيان.
-إن اتّباع الحمية الخالية من الغلوتين قد يبدو صعباً ولكنه الأساس في العلاج.
يجب التنبه إلى أن تناول كميات من الغلوتين ولو كانت قليلة يمكنها أن تؤدي إلى أذية شديدة في جدار الأمعاء ولذلك يجب التقيّد بالحمية مدى الحياة حتى بعد زوال الأعراض.
التقيد الكامل بالحمية يؤدي إلى زوال كل الأعراض والعودة لحياة طبيعية.
الأطعمة المناسبة للشخص المصاب بالداء الزلاقي
تشمل الأطعمة الحاوية على الغلوتين كل منتجات القمح أو الشوفان أو الشعير كالخبز والمعكرونة والكثير من أنواع البسكويت والشوربات والصلصات ويتم الاستعاضة عن هذه المنتجات بأخرى معتمدة على الذرة أو الرز وكل الفواكه الطازجة والخضروات والبقوليات والحليب ومنتجاته والبيض والزيوت والأسماك واللحوم بأنواعه غير المعالجة أو المصنعة والبطاطا آمنة ولا تحتوي على الغلوتين.
ماجد غريب
المزيد...