ارتفاع سعرها من 40 إلى 800 ليرة انتعاش سوق الكمامات كردة فعل على شائعات كورونا الأطباء والصحة : لايوجد تطور لأي فيروس وحالات الزكام طبيعية
المشهد ذاته الذي عشناه منذ سنوات مع الشائعات حول مرض أنفلونزا الخنازير أو المعروف بـ H1N1 نعيشه اليوم مع كورونا حيث عبر الناس بطرق مختلفة عن قلقهم ورعبهم وكانت ردة الفعل الأولى بتوجه العديد منهم إلى الصيدليات لشراء الكمامات لحماية أنفسهم من الفيروس الذي أصبح يشكل هاجساً لهم ، وكذلك الإقبال على شراء معقمات الأيدي رغم كل التأكيدات بأنه لا وجود للفيروس حتى الآن وأن الفيروس مشابه لحالات الأنفلونزا العادية التي يمكن أن يصاب بها أي شخص ، حيث عجّت الصيدليات بالطلب على الكمامات مارفع سعرها إلى 800 ليرة للنوع السميك منها وعند بعض الصيادلة إلى 1000 ليرة وهذا ليس بجديد فهناك دائماً من هو مستعد لاقتناص الفرص واستغلالها واستغلال المواطن الذي يحاول أن ينقذ نفسه إلا أنه يكون أول من يغرق.
الكمامات مفقودة
يقول المواطن حسام مهنا: كنت من أصحاب الحظ فقد تمكنت من شراء 3 كمامات بسعر 600 ليرة للكمامة الواحدة ويوجد أشخاص كثيرون لم يستطيعوا شراءها لعدم توافرها أما المعقم أو ( تاتش) فلم يتسنّ لي الحصول عليه من أية صيدلية وإنما أصبح مفقوداً ربما حتى يطرحونه بسعر جديد .
الطلب كبير
إلا أن الصيادلة وعدد من أصحاب مراكز بيع الأجهزة والمستلزمات الطبية أكدوا بأن حركة طلب واسعة جداً سادت خلال الأيام الماضية على الكمامات والمعقمات ولما يزل الطلب كبيراً وقد فوجئوا بطلب بعض الأشخاص لـ 8 كمامات وأحيانا 10 دفعة واحدة .
أما ارتفاع سعرها من 40 ليرة إلى 500 ليرة فعزوه لعدم توافر المادة قياساً إلى الطلب المتزايد عليها فمعظم الصيدليات باتت خالية منها علماً أن أسعارها ارتفعت إضافة إلى وجود أنواع ، فالكمامة ذات الطبقتين أغلى من الكمامة المؤلفة من طبقة واحدة.
لايوجد أي حالات غير اعتيادية
وفي العودة للحديث عن حالات الزكام السائدة وعن شدتها وفيما إذا وجدت حالات غير مألوفة أو غير اعتيادية أكد عدد من الأطباء بأنه لاتوجد أية ملاحظات عن تطور أي نوع من الفيروسات وأن هذا النوع من الزكام يمكن أن يصيب أي شخص ولا يتسبب له بالضرر في حال كانت مناعته جيدة وتغذيته سليمة، أي كأي نوع من الأنفلونزا الموسمية.
أما الفئات الأكثر عرضة وتضرراً فهي فئة الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة .
إنتانات عادية
يقول الدكتور فراس مطر الاختصاصي بأمراض الأطفال : حالات الإصابة الموجودة هي نوع من الإنتانات الفيروسية الاعتيادية ولا يوجد أي اختلاف عن الأعوام الماضية، صحيح أن عدد الحالات أو الإصابات قد يكون أكبر ولكنه ضمن الحدود الطبيعية ولا توجد أية ملحوظة عن تطور أي فيروس، الخلاف أنه عادة يكون نشاط الفيروسات في الشهر 12 أما هذا العام فنشاطها في شهر شباط. ومن الملاحظ أيضاً ترافق حالات منها مع إنتانات هضمية .
تهويل ومبالغة
وأضاف: حالات كثيرة تم تحويلها إلى المشافي للمتابعة ولكن لايوجد أي خطر أبداً فهناك تهويل ومبالغة ومن المعروف أنه توجد فئات أكثر عرضة لتلقي أي مرض أكثر من غيرها سواء الأطفال أو كبار السن أو من لديهم أمراض مزمنة أو سوابق تحسسية حيث تكون المناعة ضعيفة إلى حد ما.
توصيات
أما أهم التوصيات التي نوصي بها فهي غسيل الأيدي باستمرار وتهوية الأماكن والمنازل والابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات والأماكن المزدحمة والإكثار من المشروبات الساخنة والفواكه والخضار والعصائر الطازجة .
حماة خالية تماماً
الدكتور أحمد جهاد عابورة مدير صحة حماة قال : محافظة حماة خالية تماماً من أية إصابات غير طبيعية أو غريبة وإنما جميعها ضمن الشكل المألوف والاعتيادي لمثل هذا الوقت من العام وهي الإنتانات الفيروسية والجرثومية وكل ما يشاع هو مجرد شائعات لا صحة لها والغرض منها تخويف المواطنين علما أنه في حال الاشتباه بأية حالة يتم إرسال مسحة منها إلى دمشق للتأكد وقد تم إرسال مسحات كانت جميعها سليمة تماماً وقد عملت وزارة الصحة ممثلة بمديرياتها على اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة وتم التشديد على إقامة الندوات التثقيفية والمحاضرات لزيادة الوعي الصحي والابتعاد عن بعض العادات الاجتماعية كالمصافحة والتجمعات للوقاية من جميع أمراض الشتاء وغيرها مشيراً إلى أن الكمامة تعطى للشخص المريض وليس السليم ولا تمنع من الإصابة وإنما توجد مفاهيم مغلوطة والأهم من الكمامات والمعقمات هو غسيل الأيدي باستمرار والابتعاد عن التجمعات .
أبدت استعدادها
أما نقابة الصيادلة فقد أبدت استعدادها لتلقي أي شكوى فيما يخص رفع أسعار الكمامات أو المعقمات أو التمنع عن البيع من قبل الصيادلة أو مستودعات البيع مبينة أن الأسعار ارتفعت عن السابق فجملتها اليوم على الصيادلة بين 400 -450 ليرة.
ونحن نقول:
تشير الدراسات إلى أن نسبة الوفيات بمرض كورونا هي أقل من أي مرض آخر لا تتجاوز 2-3 % أي يمكن لأي شخص أن يقي نفسه باتباع مجموعة القواعد الصحية وشروط السلامة العامة أما ما يثير الغبن فهو الاستغلال الذي يقع ضحيته المواطن من قبل بعض الصيادلة.
نسرين سليمان