التــدخـــين بــين طـــلاب المـــدارس ظـــاهرة تـــدعـــو للقلــــق

السيجارة رمز الرجولة رمز النضج هكذا ينظر المراهقون إلى التدخين هذه الظاهرة المنتشرة في صفوفهم بشكل عام  وبين طلاب المدارس بشكل خاص وفي جميع المراحل الثانوية والإعدادية وحتى الابتدائية فكم نتألم عندما نرى طلاباً صغاراً يحملون في أيديهم علب سجائر في الصباح الباكر أو سيجارة في فمهم  بدلاً من أن يحملوا كتاباً وهم يتوجهون إلى مدارسهم فمن المسؤول عن تدخين أولادنا وكيف نمنعهم من السيجارة قبل أن تصبح رفيقة دربهم أو قبل أن يدمنوا التدخين لأنها ظاهرة تدعو حقاً إلى القلق
ما هي أسبابها كل هذه الأسئلة توجهنا بها إلى الأهل كونهم المسؤولين بالدرجة الأولى ثم تحدثنا مع عدد من الطلاب لمعرفة دوافعهم التي دفعتهم إلى التدخين.

رفاق السوء
ترى ام يزن وهي أم لثلاثة أولاد أن رفاق السوء هم السبب الرئيسي في تدخين الأولاد حيث تنتقل العدوى بينهم حيث قالت ابني لم يكن مدخناً على الإطلاق ولكن عندما انتقل إلى مدرسة جديدة فقد بدأ بالتدخين بسبب رفاقه الذين كانوا يستهزؤون منه لابل لايريدون صحبته كونه لا يدخن وهكذا حتى اعتاده وأصبح مدمناً ولم ندع وسيلة أنا وزوجي لجعله يقلع عنه دون فائدة.
إهمال الأسرة
أما فريال فترى أن إهمال الأسرة لأبنائها وعدم الرقابة الكافية أو الاكتراث بالأبناء أو التواصل معهم باستمرار هو السبب الرئيسي تقول حالياً وبسبب الظروف وبسبب ضغوط الحياة وانشغال الوالدين بأعمال كثيرة أخرى لتأمين متطلبات أسرهم وغيابهم عن البيت لساعات طويلة هو  السبب فيشعر الابن أنه لايوجد من يراقبه أو يتابع سلوكه ويبدأ بالتدخين حتى يصبح عادة أساسية عنده.
المصروف الزائد
أما رامي فله وجهة نظر أخرى حيث يقول: المصروف الزائد الذي يفوق حاجة الطالب يجعله يتوجه لشراء علية سجائر وهناك عوامل أخرى كتدخين الأبوين أحدهما أو كلاهما فيشعر الابن أنه يجب تقليد أبويه وينظر على أنه سلوك صحيح يتبعه أشخاص هم قدوة له دون أن ينتبه الأهل إلى السلوك الذي يقومون به.
إجاباتهم اختلفت
إجابات  الطلاب اختلفت عندما سألناهم عن سبب تدخينهم فمنهم  من قال إنه لايدري ولم يشعر إلا وقد أدمن التدخين بعد أن حاول تذوقها لأول مرة بدعوة من صديقه وأن السيجارة تخفف من الملل والضجر الذي يشعر به نتيجة أوقات الفراغ الطويلة ومنهم من قال إنه يرى في السيجارة تخفيفاً وتفريغاً لشحنات الغضب.
تقول راما وهي طالبة أجواء البيت المتوترة وخلاف أهلي المستمر جعلتني أشعر بحالة من الضيق والآن وبعد أن نصحتني إحدى صديقاتي بأن التدخين يخفف من الغضب جربت ومرة بعد مرة أدمنته.
الشخص الناضج هو من يدخن
أما يزن وهو طالب في الصف السابع فقال اعتقادي بأن الشخص الناضج هو من يدخن دفعني إلى التدخين الذي يعد رمز النضج والرجولة فكنت دائماً أحب أن أنضج وأكبر بسرعة وبدأت بتخصيص مصروفي اليومي لشراء علب السجائر وبعد أن كتمت الأمر لمدة سنتين اكتشف أبي الأمر وحاول مراراً إلا أنه لم يستطع إقناعي بالتخلي عنه.
وآخر يقول قمت بتذوقها من باب الفضول وتلذذت بطعمها ومرة بعد مرة اعتدت التدخين وكل هذا خفية عن أهلي.
رأي أهل الاختصاص
الأستاذ بدر الأحمد علم اجتماع يقول: هناك أسباب عديدة تدفع بالمراهقين إلى التدخين منها حب البروز أو الظهور بسن أكبر أو رغبة في تقليد الكبار فيظن انه يظهر رجولته عندما يدخن ومن الأسباب رفاق السوء فالأصدقاء يتشاركون في عاداتهم وسلوكياتهم ومدخن واحد يجعل جميع أصدقائه يدخنون أيضاً الشعور بالملل وانشغال وقت الفراغ فيشعر المراهق بأنه يجد متعة ويقضي وقتاً ومن الأسباب المهمة التفكك الأسرى أي غياب دور الأسرة الفعال فعندما يغيب دور الأم والأب لساعات طويلة يلجأ إلى التدخين كما أن وجود أحداً من أفراد الأسرة يدخن يزيد من إقبال المراهق على التدخين ويجعله يعتقد بأن الأمر ليس خطيراً
أما أهم الاساليب التي يجب اتباعها لمساعدة المراهق للإقلاع عن التدخين فهي إشغال وقته بالأعمال المسلية والمفيدة كالقراءة أو ممارسة هوايات محببة وإقلاع المدخنين في الأسرة يساعده في الإقلاع عنه والتواصل المستمر مع الأبناء وتوعيتهم حول مخاطر التدخين كما أن تفهم الأبناء ووجود حالة حوار وانفتاح بين أفراد الأسرة ومشاركة الأبناء لآبائهم بما يدور في عالمهم  يجعل حاجز الخوف يسقط ويخلق حالة من التحصين للأبناء أيضاً الرياضة لها دور كبير لإفادة الجسم ومن المهم التواصل المستمر بين إدارة المدرسة والأهل.
وأضاف قائلاً الأخطر من التدخين هو انتشار النرجيلة فكثيراً مانرى الأهالي يقولون ابني لايدخن وإنما يدخن النرجيلة ضمن أجواء عائلية مريحة ممتعة  وفي أحضان العائلة دون العلم بأن مخاطر النرجيلة هي أكبر بكثير من تدخين السيجارة وظاهرة تدخين النرجيلة لاتقل عن ظاهرة التدخين.
ونحن نقول:
ظاهرة خطيرة يجب البحث فيها وعن أسبابها وطرق علاجها بكل جدية حتى لاتتفشى أكثر.
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار