يضرب هذا المثل لمن يجمع الأشياء التي يوجد بينها تشابه وتوافق من ناحية الصنع أو الوظيفة التي تؤديها تلك الأشياء، وقصة المثل هي:
كان أحد الحكماء الذين يعتد برأيه ويسترشد به ويستمع الناس له، يقال له (شن) فلما أراد الزواج فطلب أن تكون طباع زوجته توافقه من حيث الذكاء وحصافة الرأي فلم يجد غايته في دياره، فذهب يجوب البلدان بحثًاً عن شريكة حياته التي يرغبها.
وفي إحدى جولاته قابل رجلًا ذاهبًا إلى نفس البلد التي يقصدها فترافقا سوية فقال (شن) للرجل أأحملك أم تحملني؟ فضحك الرجل وقال كلانا يركب راحلته فكيف تسألني هذا السؤال، وبعد قليل مروا بجنازة فسأل (شن) الرجل هل الشخص الذي بداخل النعش حي أم ميت؟ تعجب الرجل من سؤاله وسخر منه فلم يجب (شن) بشيء، وبعدها مروا على زرع لم يحصد بعد فسأل (شن) الرجل أأكل هذا الزرع أم لا؟ فسخر الرجل مرة أخرى منه، ولما وصلوا أبى الرجل إلّا أن يستضيف (شن) عنده، وفي البيت كانت للرجل فتاة في مقتبل العمر يقال لها (طبقة)، فحدثها أبوها بما كان من أمر (شن) معه في الطريق فأجابته إن هذا الرجل ليس بالأحمق ولكنه حصيف وذكي وفسرت له أسئلة (شن) وأجابت عنها، فعاد الرجل إلى ضيفه يحدثه، فأخبره بإجابات أسئلته فالسؤال الأول يعني تحدثني أم أحدثك، الجواب على السؤال الثاني هل ترك الميت ولدًا ذكرًا يحمل اسم أبيه والثالث هل باع أصحاب الزرع زرعهم وأكلوا ثمنه أم لا، هنا سأل (شن) الرجل عمن أجاب عن أسئلته تلك فأجابه إنها ابنتي (طبقة) فطلبها للزواج وكان ذلك، فلما عاد (شن) لدياره وعرفوا ذكاء وفطنة زوجته قالوا (وافق شن طبقة).
المزيد...