لعل من أهم الخلافات العائلية تلك التي تتعلق بالشراكات المالية والميراث أحياناً فالشَّراكات في المعاملات الماليَّة بين أفراد العائلة الواحدة تزيد روابط العائلة قوَّةً وحباً وتدعم تكافلها، وبقدر متانة الشَّراكة العائليَّة وقوتها، بقدر شراسة خلافاتها وصعوبتها.
فيحول النزاع القوَّة ضعفاً، والتَّرابط تَشَرْذُمَاً، والتَّعاون خصومةً، والمحبَّة جفاءً، وربما تودي بالرحم فتقطع، وربما يكون ضحية النزاع آلاماً لا تنسى على امتداد الزمان.
وللتعرف على أهم أسباب المشكلات والثغرات في شراكاتنا المالية العائلية كان للفداء اللقاء التالي مع الباحث الاجتماعي محيي الدين العوير – إجازة في اللغة الفرنسية وآدابها جامعة حلب – دكتوراه في الشريعة الإسلامية في جامعة دمشق حيث تحدث قائلاً:
هو موضوع مهم وحساس وكثيراً مانتعرض لمثل تلك المشكلات كعائلات لأسباب عديدة سنتطرق في هذه العجالة لأهم المشكلات والثغرات في شراكاتنا المالية العائليَّة هي:
أوَّلاً-عدم التَّبيين والوضوح منذ بداية العمل، هل المال الذي أعطي للقريب هو على أساس القرض أم التشغيل والاستثمار !؟ والقاعدة الشرعية (الجهالة تفضي إلى المنازعة).
ثانياً- عدم التَّوثيق: عدم توثيق الحصص في الشَّراكات العائليَّة، عدم توثيق الأموال المدفوعة والمقبوضة، عدم بيان نسبة الأرباح لكلِّ طرفٍ وتوثيقه. وأفضل طُرُق التَّوثيق الكتابة والإشهاد، والأفضل أن يكون ذلك في الدَّوائر الرَّسميَّة المختصة.
ثالثاً-عدم تصفية التركة والميراث لفترة طويلة: لماذا لا يُبين لكل وارث حقه، وربما يبقى المال محصوراً بيد بعض الورثة ويحرم آخرون منه ولا سيما البنات أو الأخوات.
رابعاً-عدم الاتِّفاق منذ بداية الشراكة على طريقة التَّخارُج وإنهاء العمل لمن أراد الخروج من عقد الشراكة والانسحاب منها لسبب ما.
عمر الطباع
المزيد...