خلية النحل والصحافة وأوجه الشبه بينهما

تأمّل مملكة النحل المتميزة بدقة و تكامل عملها لتنتج العسل الطبيعي، معتمدة على رحيق الأزهار، الذي تأتي به النحلة من مسافاتٍ طويلةٍ، بعد استخلاصه ،لتضعه في وعاء يتحول بعدها لسائل سكري، يخزنه ضمن عيون سداسية مغلفة بمادة شمعية كغذاء للخلية شتاء»
ولكل فرد في الخلية عمله المحدد ، فالملكة تضع البيض وباقي النحل مهمته توفيرالغذاء لها، إذ إن عدم نشاطها يؤدي لموت الخلية بأكملها، والذكور مهمة أقواهم تلقيح الملكة ليموت بعدها، وتقع مسؤولية جمع الرحيق وحماية وتنظيف الخلية وتجفيف العسل على العاملات اللاتي هن الأكثر عدداً وأقرب الأمثلة التي تشبه عمل خلية النحل من حيث العمل المنظم والدؤوب والدقيق والمتكامل والسريع، وكذلك زملاؤنا العاملون في الصحيفة متضافرون على تنوع اختصاصاتهم وفي مختلف أقسام الصحيفة ( التنضيد والإخراج والتدقيق والتصحيح ).
يبذلون قصارى جهودهم لإخراج عدد جميل ومفيد يغطي كل مايجري في المجتمع اجتماعياً و ثقافياً واقتصادياً ورياضياُ وتربوياً.
معتمدين بذلك على قطاف وجني زملائنا المنتشرين في أرجاء المحافظة بهدف إيصال أجمل المواد وأحدث الأخبار والمواضيع المفيدة للقراء والمتابعين والمهتمين.
نعم أوجه الشبه بينهما كثيرة : كياناً وجهداً وإنتاجاً وتنظيماً.
والنتاج في كلا الحالتين جميل ولذيذ وممتع فهنا ( شهد الخبر ) وهناك العسل والشهد .
أما ما يحز في النفس أن معظم من في المجتمع يتجاهلون هذه الجهود أو يجهلونها وما يؤكد ذلك سؤالهم بكل برود :
هل مازالت الجريدة تصدر ورقياً ؟
أو يتمادون بقولهم :(حكي جرايد ) أو استهتارهم حينما يقولون : من يهتم اليوم بقراءة الصحف في ظل التسارع الرهيب لوسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تحديثها كل ساعتين، حيث يصبح ماكان قبل الساعتين جزءاً من الماضي
ونحن مازلنا ندفع المبالغ الطائلة من أجل طباعة الصحف ونقلها لتصل ليد المواطن صباح كل يوم ليقرأها وهو يتناول فنجان قهوته الصباحية على صوت فيروز قبيل انطلاقه إلى العمل
فتأمل يا رعاك الله!!؟
مالك الحاج أحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار