قرار بيع الخبز عند السابعة صباحاً بين مؤيد ومعارض التموين : لمراقبة الأفران وتسهيل الحصول على الخبز مواطنون : جيد وليس جيداً !
قبل أيام أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً يقضي بتحديد العمل في المخابز الخاصة العاملة بنظام الإشراف عند الساعة الخامسة صباحاً ، وأن يبدأ البيع من الساعة 7 صباحاً إلى أن ينتهي المخصص اليومي من مادة الدقيق .
وأما الهدف من القرار فهو منع عملية التلاعب وسرقة الخبز أو المخصصات والتركيز على جودة الخدمة وتأمين المادة ولاسيما أنها كانت تفقد في الصباح بسبب القيام بعملية الخبز ليلًا والانتهاء عند الساعة 6 صباحاً، علماً أن مخصصات الأفران من مادة الدقيق لم تتغير وإنما التغيير طرأ فقط على موعد البدء بالعجن وإنتاج الخبز.
وأن عملية الإنتاج أصبحت الآن أمام أعين المواطنين الذين باتوا شركاء في عملية الرقابة والحد من التلاعب وهدر مستلزمات الإنتاج التي كانت تسرق.
ويعاقب مخالفو هذا القرار وفق أحكام القانون رقم 14 لعام 2015 .
آراء متباينة
طبعاً ولا بد بعد أي قرار أن يكون هناك موجة من الآراء المختلفة مابين مؤيد للقرار وبين معارض له وبين متضرر منه ومستفيد وسنقدم في هذه المادة مجموعة من الآراء التي اختلفت باختلاف المستفيدين و المتضررين.
كيف نحصل
على الخبز؟
عدد من المواطنين الذين التقيناهم وأغلبهم من الموظفين لم يعجبهم القرار الجديد فأجمعوا على القول بأن الحصول على الخبز طازجاً بات أمراً صعباً فبعد أن بات توزيع الخبز يبدأ في الساعة السابعة فهذا يعني أنهم غير قادرين للتوجه إلى الأفران لأن الدوام الوظيفي يبدأ في الساعة الثامنة والتوفيق مابين الحصول على الخبز والدوام أمر صعب ، وكذلك الأمر بالنسبة للمدارس حيث كان معظم الأهالي يرسلون أبناءهم للحصول على الخبز طازجاً وهذا بات أمراً صعباً لأنه سيؤدي لتأخرهم عن موعد المدرسة نتيجة الازدحام الذي سيحصل مابين الساعة السابعة والثامنة صباحاً .
لا فرق
وعدد آخر من المواطنين لم يجد في الموضوع أي فرق بالنسبة لهم وهؤلاء هم من كبار السن فهم غير ملتزمين بعمل أو وقت ولذلك لافرق لديهم بين الساعة السابعة أو غيرها .
جيد
بعضهم الآخر رأى أن هذا القرار جيد جداً لأن أعين الرقابة ستطال الأفران بشكل أكبر لأن معظمها ينتج خبزاً سيئاً ويبيع الخبز بالعدد وليس بالوزن ، وهو مخالف لقرار التموين ، كما أن كثيراً من الأفران لا تخبز كل مخصصاتها وتقوم بتهريب الطحين وبيع المازوت المخصص لها لكن هذا القرار لن يكون له أي تأثير إن لم يكن هناك مراقبة كثيفة ولهذا تمنوا أن يكون لحماية المستهلك دور أكبر في المراقبة وهو أمر ضروري.
كيف !
محمد صالح – مدرس- قال :كيف بإمكاننا اليوم أن نحصل على الخبز الذي يبدأ بيعه بموجب القرار الجديد في الساعة السابعة والدوام المدرسي يبدأ في الثامنة؟ .
على أشده
منير – موظف- قال : أنا من قرية الحيلونة وعملي في مصياف وأحتاج لأكثر من نصف ساعة للوصول إلى دوامي، فكيف يمكنني الوقوف على الفرن في السابعة والازدحام سيكون على أشده؟ .
الهدف مراقبة الأفران
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة زياد كوسا قال : الهدف من ذلك القرار، هو أن يصل الخبز إلى المواطن طازجاً بدلاً من أن يخبز ليلاً ويتم تكديسه فوق بعضه ، ما يؤثر في نوعيته ويصل كأنه بائت وكذلك يجب أن يكون عمل المخابز في وضح النهار وعلى مرأى من المواطنين ليكونوا شركاء في عملية الرقابة على المخابز من تهريب دقيق وغيره ، والتوقيت الجديد يسهل عمليات الرقابة التموينية على عناصر حماية المستهلك.
أخيراً :
ليس بإمكاننا الحكم على أي قرار إلاَّ بعد أن يطبق ليتبين لنا نجاحه من فشله ، والهدف الذي صرحت به حماية المستهلك للمراقبة ومنع التهريب ضروري ومهم ولكن يبقى التنفيذ أوالتطبيق سيد الأحكام .
ازدهار صقور