متابعات : 172 عاماً على تأسيس مدينة سلمية ذكرى تحييها جمعية العاديات

.. مدينة سلمية تملك تاريخ عريقاً، وفي موقع جغرافي هام وصفات مناخية متميزة ، تغنى بها الشعراء والقوالون.
وبمناسبة مرور 172 عاما ، من عام 1848 ـ 2020 على تأسيس المدينة من جديد ، أقامت جمعية العاديات بسلمية ، ضمن انشطة اللجنة الثقافية ، أمسية أدبية وثقافية وفنية خلال الأربعاء الثقافي إحياء لذكرى تأسيسها ، بمشاركة عدد من الأدباء والفنانين وحضور ثقافي واجتماعي متميز ، تحدثوا من خلال الامسية عن عراقة المدينة تاريخيا وحضاريا وثقافيا وفنيا واجتماعيا ، وتغنوا بها من خلال قصائدهم الشعرية والأغاني التراثية والفلكلور الشعبي.
ـ الباحث نزار كحلة ، تحدث عن إعادة بناء وإعمار سلمية قائلاً : هي من المدن السورية ، التي لم يمكننا الحصول على معلومات وافية عن تاريخها ، خاصة القديم منه ، ولكن ثمة أدلة كثيرة تدل على أهمية وعراقة تاريخ سلمية ، من هذه الأدلة : موقع سلمية الهام الذي يكاد يكون بمنتصف سورية ، وعند تقاطع أهم الطرق التجارية ، بالإضافة لوجود العشرات من التلال الأثرية ، وأقنية الري التي تعتبر من أهم المشاريع الإروائية عبر التاريخ القديم .
ويضيف كحلة قائلا : وعن تسمية سلمية ، يمكن القول بأن أغلب التسميات تشير إلى أنها مدينة السلام ، وعبر العصور التاريخية من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى العصر الحالي ، كان لسلمية موقع هام ، وكانت مركزا لأبرشية كبرى يتبع لها أكثر من /40/ كنيسة بالعصر البيزنطي ، وكانت منطلقا لتأسيس العديد من الدول بأواخر القرن التاسع الميلادي ، ومنها الدولة الفاطمية ، إضافة لاعتبارها ساحة صراع بين القبائل البدوية بالعصر المملوكي ، ولحق بها الدمار على يد التتري تيمور لنك ، ومن ثم طواها النسيان ، إلى أن استعادت رونقها ودورها كمدينة للسلام بمنتصف القرن التاسع عشر ، مع إعادة بنائها الحديث عام 1848 ، وبدأت تعود لألقها حتى يومنا الحالي .
ـ الأديب محمد عزوز ، تحدث عن الحياة الأدبية بسلمية قائلا : استعرضت الوضع الأدبي في المدينة منذ إعادة بنائها عام 1848 ، منذ البدايات التي انشغل فيها الساكنون الأوائل بأعمال البناء والاستقرار والصراع مع الجوار ، ثم انطلقت سهرات الزجل والشعر الشعبي مستعرضاً أسماء بعض الرواد فيه .
ولم تبدأ الحركة الشعرية حتى أواسط الثلاثينيات ، وكان من رواده في الشعر العمودي ( أحمد الجندي – أنور الجندي – عارف تامر ) ثم بدأ يظهر التجديد على يد رواده ( سليمان عواد – اسماعيل عامود – محمد الماغوط ) .
تأخرت قليلاً القصة والرواية عن الشعر حتى انطلق ( محمد حيدر – سامي الجندي – سامي عطفة ) وبدأت تظهر أعمالهم في الصحافة تباعاً .
ويضيف عزوز قائلا : استعرضت أسماء أخرى حافظت على تيار شعري متوقد سواء في قصيدة العمود أو شعر التفعيلة أو قصيدة النثر ، فظهرت قصائد فايز خضور وعلي الجندي وخضر الحمصي ، ومن ثم قصائد توفيق عادلة وباكير باكير وعبد الكريم دندي وخضر بدور .
وكذلك في مجال القصة والرواية ظهرت أعمال لكتاب أمثال عبد الكريم ناصيف ودياب عيد واسماعيل تامر ونزار عابدين .
وتابعت أجيال أخرى لتعلن سلمية عاصمة للشعر والشعراء في الأساس مع استمرار ظهور أجناس أدبية أخرى على أيادي كتاب طوروا تجاربهم حتى ضاهوا بها كبار الكتاب على المستوى العربي والعالمي .
ـ وألقى الباحث علي أمين مقتطفات شعرية عن سلمية ، من كتاب من إعداده بعنوان / سلمية بعيون الشعراء / تغنوا فيها .
منهم الأديب الكبير الراحل محمد الماغوط .. الذي قال في سلمية
.. سلمية الدمعة التي ذرفها الرومان
على أول أسير فك قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها
سلمية الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية
وشعرها الذهبي
وظلت جاثية وباكية منذ ذلك الحين
دميتها في البحر
وأصابعها في الصحراء
يحدها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب الأطلال والغربان .
والشاعر المرحوم «خضر الحمصي» :
حنيني إلى لقياك أغلى أمانيـــــــا …..هيّا اسالي الأيام تُنبئكِ مابيــــــــا
سلمية أنت المجد والسحر والندى…..تجودينِ بالنعمى لمن جاء شاكيـا
جبالك جلّ اللهُ في سرّ خلقهــــــا …..تُحاكي شموخ الدهر ماظلّ باقيــا
وفي كلّ ركنٍ من مهادك شعلــة…..تضيء ليالينا وتمحو الدواجيــــــا
ـ كما ألقى الشاعر علي الجندي قصيدة شعرية تغنى فيها بسلمية وجمالها وسحرها وألقها،
وتحدث محمد الشعراني ، عن العلاقات الاجتماعية والحميمية التي تجمع أهالي سلمية وتميزهم .
وقدم المطرب أيمن كحيل ، برفقة الفنان سليمان غالي على العود ، وصلة غنائية طربية ، عن سلمية وتراثها وفولكلورها .

حسان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار