سأتابع في هذا الجزء الحديث عن ألعابنا التي كنا نلعبها و نحن أولاد منذ أكثر من ستين عاماً وهذه الألعاب هي :
26- لعبة أم عميش : كنا نلعبها في البيت و في زقاق الحي وقد يشارك فيها البنات عندما نلعبها في البيت . إن الذي (تكون أمه) وهو الذي يقع عليه الدور بالقرعة يتم تطميش عينيه بوضع رباط عليهما حيث يحاول بعد ذلك أن يمسك بأحد اللاعبين لكي يصبح عليه الدور . أما اللاعبون الآخرون فيقولون يا أم عميش إيش و إيش شو ضايعلك فيجيب أحد اللاعبين الآخرين : ابرة و خيط ، يعود اللاعب ليسأل : وين تركتيهم فيجيبه : على باب البيت ثم يقوم أحدهما بدفع الولد المطمش و هكذا حتى يستطيع الولد المطمش مسك أحد اللاعبين لتصبح (أم ) اللاعب الممسوك
27- السباحة : منذ أكثر من ستين عاما فإنه كان من النادر أن تجد ولداً في حماة لا يعرف السباحة . كنا نُعَلم بعضنا بعضاً فالأب يعلم أبناءه و الأخ الكبير يعلم الأخ الصغير و هكذا وكان أفضل الأمكنة لتعلم السباحة في نهر العاصي هي (الرفيع) وهو غرب مقصف الغزالة حالياً أو عند الأربع نواعير حيث كانت الأرض منبسطة قبل أن يتم بناء مقصف الأربع نواعير و البستان أو عند عمارة نجيب آغا محل الفالي البيلسان حالياً . صحيح أن أمكنة السباحة على نهر العاصي كانت كثيرة إلا أن هذه الأمكنة الثلاثة كانت هي الأفضل لتعلم السباحة . كنا نتعلم السباحة بشراء قرعتين (زوج قرعات ) من سوق الخميس و شكلهما قريب إلى زجاجة الأركيلة وهاتان القرعتان تكونان يابستين و إن الهواء محصورٌ بداخلهما و قبل أن ينزل أحدنا إلى الماء كنا نربط القرعتين بواسطة حبل على ظهرنا وعندما ننزل إلى الماء كانت القرعتان تفوشان على سطح الماء و بالطبع فإن ذلك يمنع الولد من الغرق أو الغوص في الماء. و بعد حوالى أسبوعين أو ثلاثة من التدريب على السباحة بإشراف المشرف الذي يكون الأب أو الأخ الأكبر أو ابن العم الأكبر، يبدأ الولد بنزع القرعات و السباحة تحت إشراف المشرف ، إلى أن يتقن فن السباحة . كان يحلو لنا التعلق بالناعورة و القفز من وسطها إلى الماء و هذا أبسط أنواع القفز إلا أن البعض منا كان يتعلق بالناعورة حتى يصل إلى أعلى نقطة في دورانها فإما أن يقفز منها إلى الماء أو أن يصعد إلى الساقية التي تصب الناعورة فيها المياه و منها يقفز إلى النهر . لقد كان علو الناعورة هو بحدود عشرين متراً تقريباً علماً أن ناعورة المحمدية كان قطرها حوالى اثنين وعشرين متراً وهي أكبر ناعورة على مجرى نهر العاصي من الرستن وحتى شيزر . كذلك كنا نتسابق فيما بيننا لمن يستطيع أن يحبس نَفَسَهُ تحت الماء أكثر من غيره . لقد كانت حوادث الغرق في القديم كثيرة وهي أكثر من هذا اليوم، إذ إنه لمن الصعب أن يمر يوم لا سيما أثناء فصل الصيف دون وقوع حادثة غرق أو أكثر حيث كان نهر العاصي هو المفترج الوحيد، لذا كان بعض الذين لا يجيدون السباحة أكثر عرضة للغرق لا سيما إذا صادفهم دوار مياه في النهر و للأسف بأنه و رغم كثرة المسابح في المدينة في الوقت الحالي فإن الكثير من الأولاد مازال يسبح في نهر العاصي و نحن نسمع بين الحين والآخر عن حادثة غرق بنهر العاصي علماً أن السباحة في نهر العاصي حالياً وإضافة إلى الخطر المحدق فإن السباحة هي غير صحية بسبب تلوث مياه النهر . واللافتات الموضوعة على الأماكن التي أشرت إليها تؤكد هذا الكلام
28- لعبة ( الفشخة و الجزمة ) كنا إذا خرجنا إلى البرية في أيام الربيع الجميلة نلعب بهذه اللعبة وهي أن نتبارى فيمن هو أوسع قفزاً كما يجري الآن في الألعاب الرياضية الأولمبية ( بلاتشابيه) حيث كنا نضع على الأرض علامة نبدأ منها القفز وعند نهاية قفزة كل واحد كنا نضع حذاء (جزمة) ننقله كلما طالت المسافة حتى يكون الشخص الذي يقفز لمسافة أكثر من غيره هو الفائز
29- لعبة الطابة للبنات : كانت البنات يتفنن في ضربها بالأرض و القفز فوقها و تمريرها من تحت ساقهن
30- لعبة النط على الحبل للبنات : وهذه اللعبة إما أن تمسك البنت بالحبل بيديها و تجعله بشكل نصف دائرة ثم تقوم بتدويره ثم تنط فوقه عندما يصل إلى قدميها ، أو أن تقوم فتاتان بمسك الحبل و تدويره ثم تأتي فتاة ثالثة وتقف بالمنتصف ثم تقوم بالنط فوق الحبل عندما يصل إلى الأرض .
31- لعبة اللأا : هذه اللعبة كنا نلعبها في المدرسة أثناء الفرصة أو في المنزل أو في الحي حيث يتم اختيار أحد الأولاد بالقرعة لتكون (على أمه) و بعد أن يتم الاختيار يقوم الذي وقع عليه الاختيار باللحاق بالأولاد الذين يركضون هنا و هناك فعندما يقوم بمسك أحد الأولاد يصبح الشخص الممسوك على أمه و ليحل محل الشخص الذي كان يلحق بالأولاد .
32- لعبة الخروف : هذه اللعبة تكون بأن يتم ربط حبل بشجرة أو بعمود كهرباء أو بحلقة في الجدار ثم يقوم أحد اللاعبين بمسك الحبل من الطرف الآخر و يقوم باقي اللاعبين بالاقتراب منه و دفعه أو لمسه فإذا استطاع المربوط بالحبل مسك أو لمس أحد الأولاد فإن الممسوك يصبح عليه الدور و عليه مسك الحبل ليحل محل الولد الأول
33- لعبة الضرب على القفا : وهذه اللعبة تكون باختيار ولد بالقرعة يقف و وجهه إلى الجدار ثم يضع يديه خلف ظهره أما خلفه فيقف عدة أولاد ثم يقوم أحدهم بضرب يديه وهنا يدور الولد 180 درجة بينما الباقون يرفعون أياديهم أمامه و عليه أن يحزر اليد التي ضربت يديه فإذا حزر فإن الضارب يحل محله و إذا لم يحزر فيتم إعادة الكرّة
أحيانا يحصل شدة في هذه اللعبة ذلك أنه و بدل من أن يضرب الولد الذي عليه الدور على يديه ضربة خفيفة فإنه يتم ضرب يديه اللتين على قفاه ضربة قوية و أحيانا تكون موجعة
و إلى اللقاء في ذاكرة جديدة
المحامي معتز البرازي