لفت نظري شاهدة قبر لامرأة في مدافن تدمر مدينة الشمس المرصعة بكتل الرخام الملونة في اعمدتها ومعابدها وشوارعها و..و.. وقد كتب على هذه الشاهدة : «هنا ترقد امرأة , لم تعشق الثياب ولا الذهب.. لقد أحبت فقط زوجها والفضيلة» ولكم أيها السادة تقييم قولها ..
وبمناسبة عيد المرأة العالمي لاأريد أن أكتب مقالة المديح عن دورها في المجتمع, إنما فقط السماح منكم في بضع كلمات عن المرأة السورية استعرض بعضاً من تاريخها وفضيلتها فمن زنوبيا المرأة التي هزت العالم وأهوت تيجاناً وعروشاً وبعثت الرعب في قلوب أباطرة وقواد روما …إلى الامبراطورات السوريات جوليا دومنا وبناتها وأولادهن والذين قاموا بأدوار يعجز أمامه عظماء الرجال في التاريخ البشري, فقد ضبطن أمور الجيش، وحفظن حدود الدولة, وقمن بمشاريع الإصلاح السياسي والحقوقي والاقتصادي والمالي والإداري , وبذلن جهداً في سبيل نشر الفكر السوري الراقي الإنساني والعالمي والذي من شأنه أن يزيل الحدود والفوارق بين جميع شعوب الإمبراطورية ويكرس الأخوة بين بني الإنسان لآماد طويلة. وفي الحقيقة أن كل من يقرأ تاريخنا بعين الخبير الناقد, وبفكر الفاحص الباحث المتروي يُذهل لتاريخ المرأة السورية المشرف ونحن الذين عاشوا محنة الوطن والحرب الكونية عليه وكنا فيها «شاهدي عصر « أبسط أمامكم صورة تلخص دور المرأة السورية في الحرب على سورية وما قدمته من تضحيات جسام ولكم التعليق .
تحية للمرأة في عيدها العالمي وتحية عظيمة للمرأة السورية وبخاصة لكل أم شهيد.
محمد مخلص حمشو