كيف بدل الإنسان ثيابه عبر الزمان و متى نشأت فكرة الأزياء؟

منذ 30 ألف عام احتاج الإنسان البدائي إلى تغطية جسده بالثياب للحماية من عوامل الطقس و الأسطح الخشنة كونها تمنحه مزيداً من الأمان أثناء ممارسته للأنشطة البسيطة التي قد تمثل بعض الخطورة، مثل المشي والطبخ، كما أنها تقيه من ملامسة النباتات المسببة للطفح الجلدي ولدغات الحشرات والأشواك، فالملابس هي العائق الوحيد أمام ما تحويه البيئة المحيطة من أخطار على جسده.
لماذا ارتدى الإنسان الثياب و كيف تحولت إلى رمز و هوية ؟ للبحث أكثر حول الأسباب والعوامل التي أدت لارتداء الإنسان الثياب وكيف تطور هذا الأمر من مجرد حاجة للحماية من الطقس ومخاطر الطبيعة إلى مفاهيم أخرى التقت الفداء المؤرخ نزار كحلة، الذي شرح الأمر قائلاً: كان أجدادنا الأولين يلونون أجسادهم و يرسمون عليها بعض الرسوم من أجل الحماية والتفاخر وإظهار القوة ولكن الأمر تبدل وتغير تبعاً لعوامل المناخ والطقس، فحين صار الجو أكثر برودة، لجؤوا لارتداء فرو وجلود الحيوانات ثم زخرفتها فيما بعد . و قد أثبتت الأبحاث والدراسات على أن الإنسان البدائي استعمل أليافاً ملونة من الكتان في حياكة ملابس متعددة الألوان، ويدل ذلك على تعدد أغراض الملابس عند البشر الأوائل، فأصبح الملبس غير محدود بمجرد أهداف فيزيولوجية، إذ جاء في أشكال مُزينة ومزخرفة، واكتسب تدريجياً قيمة رمزية.
تطور صناعة اللباس مرتبط بتطور وعي الإنسان وحضارته
وفيما يخص أهمية الثياب و تطور صناعتها عبر التاريخ قال كحلة: لم تقتصر أهمية الملابس على ضمان استمرارية حياة الفرد، بل امتدت كذلك لتحظى بوظائف اجتماعية وثقافية و أخلاقية فأصبحت تميز بين الفرد وقرينه، وتشير إلى حالته الاجتماعية وطبيعة عمله و ثقافته….. الخ
عوامل ظهور الأزياء
وأضاف كحلة: إن ظهور الأزياء و فكرة الأزياء بشكل عام مرتبطة بعدة عوامل أهمها البيئة التي يعيش فيها الإنسان والمواد الأساسية المتوافرة لصناعة الملابس والقضية الأخلاقية و الحشمة التي تشكل الأساس الفكري لدى الإنسان وأيضاً التطور التقني الذي يبلغه في صناعة الألبسة ما يؤدي لظهور أشكال متنوعة تتوافق مع الواقع الذي يعيشه لذلك نرى أن الملابس تطورت عبر مراحل التاريخ تبعاً للبيئة والمعتقدات والأخلاق والتطور التقني والوضع المادي الاقتصادي للإنسان، وهناك أيضاً الفن والمخيلة والجمال والذوق. وهنا يجب أن نذكر بأن الملابس في أغلب المجتمعات تعطي صورة واضحة عن شخصية الفرد وهويته الثقافية و الاجتماعية والاقتصادية وتعبر عن ذوقه وأسلوبه في الحياة . كما يجب ألا ننسى بأن الإنسان الحالي يملك جسداً ضعيفاً وأقل حجماً من أجداده، مما يجعله أكثر تأثراً بالمناخ، ومضطراً إلى ابتكار أنواع متطورة من الملابس.
كلمة أخيرة:
هكذا نجد أن الموضوع شائق وكبير ويحتاج إلى سلسلة من المواد الإعلامية للتوسع والتعمق فيه أكثر والحقيقة الأهم التي توصَّلنا إليها تتلخص في أن الملابس ساعدتنا كثيراً طوال تاريخنا، سواء على مستوى الحماية المباشرة أو على المستوى الثقافي والاجتماعي والتقني والفني وهي في حالة تطور مستمرة ويحتاج لمتابعة مستمرة .
عهد رستم

المزيد...
آخر الأخبار