تحتل الدبكة مكانةً هامة بين أنواع الرقص الشعبي حيث يعتبر هذا النوع من الرقص متنوعا نتيجة التنوع الطبيعي الذي تزخر به البيئة السورية بين الساحل والداخل وفي السهل والجبل مروراً بالأرياف والمدن والبادية. يقول امين المحمد: اقترنت الدبكة بالموضوع الشعبي كاحتفالات الأعراس والمناسبات الاجتماعية والقومية. و الدبكة عبارة عن رقص مشترك بين جمهور يقوم بتمثيله مجاميع الشبان والشابات أيام الأعراس والمواسم يشترك فيه من يشاء ممن يحسن القيام بحركاته وسكناته وله إلمام بجميع أنواعه وايقاعاته وأشعاره المقفاة من عتابا وميجانا و”فروقات الزلوف والمعنا”. ويتخذ الشباب هذا النوع من الرقص الشعبي الفطري مدعاةً للفخار بشبابهم وتفننهم الحركي عبر براعتهم في الرقص الخالي من الخلاعة معتمدين عليها كنوع من الرياضة البدنية ، فيما تكون الاعراس والمناسبات مناخا للرقص والغناء والطرب . معظم شعوب العالم، كانت تستخدم الرقص للتعبير عن الحزن أو الألم، الفرح أو السعادة في الرقصات والإيقاعات يكون تلقائيا لمناسبات عدة ومجموعات مختلفة من الناس، وحتى وقت قريب كانت هذه الدبكات الفلكلورية الشعبية ميزة وعلامة فارقة لكل منطقة من المناطق ، وكان لحماه وريفها ايضا دبكاتها الخاصة التي نراها في مناسباتها المختلفة . التغيرات في المجتمعات الحديثة نقلت معها العديد من العادات والتقاليد التي ورثتها من الماضي الذي تميز بها . في الوقت الحالي اصبح كل شئ يسير على إيقاع سريع وعجلة حتى الرقص الفولكلوري فقد الكثير من خصائصه ,وأصالته وانضم إلى العصرانية التي شوهت كل شي جميل و أصيل في حياتنا الفنية والثقافية والاجتماعية. تطغى إيقاعات سريعة وصاخبة الآن على العالم، وتعكس حالات الضجر، والأرق وفقدان الأمل. فقط حتى وقت قريب يعتمد الأشخاص على أقدامهم في الرقصة المستخدمة للتغلب على أرض الواقع وللتعبير عن قوتهم وحيويتهم ، وعلاقتهم مع الأرض والزراعة ، وقد تأثر فولكلور الرقص بشكل رئيسي من قبل العديد من العوامل ، والطبيعة ، والعادات الاجتماعية فعلى سبيل المثال تاتي الدبكة الريفية والتي يتعين القيام بها بشكل جماعي وخطوات سريعة. واحيانا بطيئة ترافقها الموسيقا التي تتنوع بين الطبل والقصبة وهو ما يعطيها طريقة الحركة ففي ايقاع الطبل تتسارع الخطا والحركات فيما تتبتطا على القصبة والشبابة . الرقص الفولكلوري لا يقتصر على الدبكة (الضرب على القدمين مع الأرض في الخطوات العادية) ، بل كان مصحوبا مع حركات إيقاعية مع رجال يحملون السيوف أو العصي وهناك عدة إيقاعات للرقص: بطيئة، وسريعة، وقوية…. والراقص الذي يكون في بداية حلقة الدبكة ينبغي أن يكون له خصائص معينة في الشخصية، وان يكون حسن المظهر ويكون على وعي كامل بالرقص وقواعده وان يكون قادرا على أداء الحركات الصعبة بثبات وان تكون حركات اليدين والقدمين متناغمة مع الإيقاع العام للرقصة . الدبكة عامة هي رقصة تقوم على عدة خطوات منسقة مع حركات الجسم ، يرقصها الرجال والنساء تعتمد على حركة القدمين ، والضرب على الأرض في وئام مع طبل والناي أو الآلة الموسيقي أخرى . عادة ما رقصوا الدبكة على الأغاني ، والقصص أو القصائد الغنائية ، أي الجمل الشعرية الموروثة من تراث الأسلاف،والتي تتألف عادة من قبل الناس المجهولين الذين لم يدرسوا في أي معهد. الدبكة مشهورة نظرا لخفة الحركات ، وتنوع الألحان وتبعث الفرح وبالتالي كل منطقة من مناطق سوريا لها الدبكة الخاصة لعبت الأغاني دورا كبيرا مع فريق الدبكة وعادة ما تكون بسيطة في كلمات وايقاعات بحيث يتم فهمها بسهولة في كل مكان ، على الرغم من كل نوع يعبر عن تقاليدها وعاداتها وحتى لهجة المنطقة .
المزيد...