أطلقت مؤخراً وزارة الصحة وبالتعاون مع وزارة التربية حملة وطنية لفحص القدرة البصرية لدى أطفال المدارس والتي استهدفت مايقارب 200 ألف طفل في المحافظة وذلك بحسب تصريح مدير التربية بحماة يحيى المنجد .
ولأهمية هذا الموضوع والتعريف به كان للفداء اللقاء التالي مع الدكتور عبد الحليم طبشي الاختصاصي بأمراض العين وجراحتها الذي حدثنا قائلاً :
العين الكسولة هو مرض يصيب الأطفال منذ الولادة وفي المراحل الباكرة من الحياة وهو خطير جداً إذا لم يشخص ويعالج بشكل باكر وصحيح ، حيث يتظاهر الكسل الوظيفي بتدني القدرة البصرية بإحدى العينين أو كلاهما إما بشكل خفيف أو شديد حيث تتراوح القدرة البصرية للمريض المصاب بالعين الكسولة من 10/9 وحتى 10/1 وتأتي خطورة هذا المرض من صعوبة اكتشافه وعلاجه والمدة الطويلة بالعلاج التي قد تستمر لسنوات ، كما أن مدة التشخيص والعلاج محدودة كما سنوضح لاحقاً .
أولاً :
لابد من فهم الآلية المرضية للعين الكسولة، حيث ينجم هذا المرض عن حرمان مناطق تطورية من الدماغ للطفل المصاب من الإشارات العصبية القادمة من الشبكية للعين المصابة والتي قد تكون ناجمة عن عدة أسباب أهمها التفاوت بين أسواء الانكسار بين العينين كأن يكون لدى الطفل في عين ناقص درجة أما العين الأخرى ناقص خمس درجات مثلاً ، في هذه الحالة يرفض الدماغ الصورة المشوشة القادمة من العين التي تمتلك درجات أكبر ويعتمد على العين الأخرى وبمرور الوقت وفي حال عدم التشخيص والمعالجة يعتمد الدماغ بشكل كلي على العين السليمة ويلغي وجود العين الأخرى .
من الأسباب الهامة :
1- وجود درجات عالية من المد أو الحسر أو الانحراف .
2- وجود (حول) شديد غير معالج .
3- وجود ساد ( مياه بيضاء )
4- كثافات القرنية .
ثانياً :
أهم خطوة في سياق تدبير وعلاج هذا المرض هو الكشف المبكر أي زيارة طبيب العيون بشكل دوري وسنوي على الأقل للأطفال خاصة من هم تحت عمر العشر سنوات ومن هنا لابد أن ننتبه لشكاية الطفل وملاحظة سلوكه والتغيرات التي قد تصيبه ، فتدني الرؤية غير المعالج قد يؤدي لتراجع الطفل مدرسيا ولتغير في سلوكه وانعزاله وزيادة العنف في تصرفاته ومن المهم أن يلاحظ هذا في البيت والمدرسة أيضاً .
ثالثاً :
بعد كشف الكسل الوظيفي في العين يتخذ الطبيب عدة إجراءات أولها تحديد السبب وإصلاحه فإذا كان الطفل بحاجة لنظارة طبية يتم وصفها وإذا كان هناك ( حول ) يتم علاجه ، وإذا كان السبب وجود الساد (المياه البيضاء) يتم تدبيرها ، ثم يتم تحريض الطفل لأن يستعمل العين الكسولة ويعتمد عليها لتنشيط المناطق الدماغية المسؤولة ويتم ذلك بتغطية العين النشيطة والسليمة وفق جداول خاصة لمنع أذية العين السليمة .
رابعاً :
لعل الكشف المبكر هو الأهم ولكن الإلتزام بجدول التغطية والمراجعات الدورية والتعاون بين كل من الأهل والطفل ودور الطبيب المهم ، فبدونه لايمكن الحصول على النتيجة المطلوبة ، فمن المهم أيضاً معرفة صعوبة العلاج والتحلي بالصبر للوصول للنتيجة المرغوبة .
خامساً :
لابد من كشف العين الكسولة وعلاجها قبل عمر ال9 سنوات كما أجمعت أغلب المراجع العينية حيث محاولة العلاج بعد هذا العمر في 95% من الحالات لاتجدي نفعاً .
إن المجتمع السليم المعافى يكون بتمام صحة أفراده ، لذلك وتجنبا للعجز الذي قد يسببه مرض العين الكسولة يجب الفحص الدوري للأطفال سنوياً على الأقل لدى طبيب العيون ، كما يجب تفعيل دور المدرسة ( مديرية التربية) بالتعاون مع الطبيب ( مديرية الصحة المدرسية ) للكشف المبكر والعلاج .
عمر الطباع