قصة مثل : بياخدو على البحر و بيرجـعو عطشان

 يطلق مثلنا اليوم ، على من يمتلك الحيلة ، و يتمتع بالدهاء ، مقارنة بمن كانت أدواته في الحياة بسيطة و غير نافعة ، و تمت قصة المثل ، من خلال شخصين تراهنا أن يأخذ أحدهما الآخر حتى شاطئ البحر ، و يعود به ، دون أن يسمح له بأن يغرف الماء و يشرب ، بالطبع كان الرهان قاسيا لأن المفارقة كبيرة ، فكيف يصل الشخص للبحر و لا يشرب ، و انطلق الرفيقان في رحلتهما ، فكان الطريق شاقا و طويلا ، و الحديث طويل بينهما ، و ما أن وصلا البحر ، حتى انكب من وجب أن يشرب على الماء و شارف على ابتلاعه ، لكن ذو الحيلة قال له : تمهل فقد أخطأنا ، فرد الآخر : كيف ؟ فقال له : لم نأت بشاهدين لشهدا بأنك شربت الماء ، فجاوبه : معك حق ، فقال المحتال : يجب أن نعود لمدينتنا و نأت بهما ، و بالفعل قفلا رجوعا إلى المدينة ، و ما إن وصلا قال المحتال : كسبت الرهان ، لأنك ذهبت إلى البحر و عدت بك و لم أدعك تشرب منه ، و ما كان من الشخص الآخر إلا الاعتراف بخسارته الرهان ، و عندما قصا ما جرى معهما على صحبهما ، قال أحدهم و هو يضحك : بياخدو على البحر و بيرجعو عطشان ، و ذهبت مثلا .

شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار