البحث عن الجمال و المظهر الأنيق المميز هو حاجة نفسية و جسدية سعى الإنسان منذ آلاف السنين للحصول عليه كما أنه يشكل جزءا من ذوقه و ثقافته وفي هذه الأيام و بعد الانتشار الهائل لوسائل الإعلام و التواصل الإجتماعي تحول العالم إلى قرية صغيرة و ازدادت الحاجة للوصول إلى أكبر قدر من الجمال و التشبه بالفنانين و المشاهير هذا بالإضافة لوجود حالات كثيرة تلجأ للتجميل من أجل إخفاء التشوهات الخلقية أو الناتجة عن الحوادث و الأمراض .
الفداء التقت خبيرة التجميل إيفا هاشم التي تحمل شهادة TOT Makeup من المعهد الأوربي للتعاون والتنمية بالتعاون مع مؤسسة الاغا و شهادة خبرة من مركز الرشيد للعلوم في مجال الحلاقة النسائية والتجميل .
مهنة عمرها آلاف السنين
تحدثت الخبيرة هاشم عن مراحل تطور مهنة التجميل و التزيين و العوامل التي ساعدت في تطورها فقالت : ” مهنة التجميل والتزين هي فن و ثقافة و هواية جميلة ومحبذة ننميها بالتعليم والممارسة المستمرة ولها أهمية كبيرة لأنها تعطي أناقة وجمال وخاصة عند النساء فهي تمنحها السحر والجاذبية والاهتمام والثقة بالنفس فهي مهنة تحتاج لذوق رفيع وحس فني مميز ومؤهلات كافية وموهبة فطرية قبل كل شيء
وعرف التجميل وعمليات التجميل في بداياته في الهند عند إجراء أول عملية تجميلية في القرن السادس قبل الميلاد كما تعود مستحضرات التجميل إلى عهد المصرين القدماء حيث كان الفراعنة يستخدمون الكحل الاسود والحناء للنساء والرجال في مصر بقصد التجميل ولأغراض أخرى أضافة لاستخدام زيت الخروع وزيت الزيتون للعناية بالبشرة والشعر وفي المرحلة الحالية من التطور البشري ومع شهرة السينما في هوليود والعالم بدأت تظهر شركات منتجات وكريمات التجميل ومراكز الجراحة التجميلية كما انتشرت مراكز عدة في الوطن العربي وفي معظم المدن السورية التي تستقبل أعداد من الوافدين للقيام بعمليات جراحية تجميلية من دول الخليج والدول المجاورة وذلك لدقة الجراحة والخبرة لدى المختصين وانخفاض التكاليف … فالتجميل حاجة جسدية ونفسية ضرورية للإنسان وهي قد تكون لأغراض وظيفية أو جمالية أو لغايات تصحيح عيوب أو تشوهات خلقية أو ترميم الجلد أو أعضاء الجسم بعد الإصابة بالحروق أو الحوادث المختلفة أو لنحت الجسم …كما تعرف بالمفهوم البسيط أنها استعادة معايير الجمال المناسبة وهذا مايتم في عصرنا الحالي حيث يوجد عدد كبير من المراكز المختصة ويوجد الكثير من مستحضرات التجميل فمنها ماهو طبيعي ومنها مايدخله التركيب الكيميائي وتختلف هذه المستحضرات حسب العمر وطبيعة البشرة ولون الجلد . ”
ماهي المستحضرات الأكثر أمانا و هل تنوب عن الجراحة ؟
وحول مستحضرات التجميل الأكثر أمانا قالت هاشم : ” وتعد المستحضرات الطبيعية أفضل من الكميائية لأنها أمنة أكثر وعند الأختيار سواء كانت المستحضرات كيميائية أو طبيعية يجب أن تكون مدروسة وخاضعة لرقابة صحية وخبراء مختصين بالتجميل لأن الأختيار الخاطىء يلعب دورا في إيذاء البشرة ويسبب المشاكل لاحقا . ويمكن للمكياج أن ينوب عن عمليات التجميل عن طريق التمويه والكونتور وإخفاء العيوب وإستخدام كريمات خاصة لإخفاء التشوهات والوحمات ولكن في حال وجود مشاكل واضحة لابد من استخدام الجراحة للتحسين قدر الإمكان والظهور بمظهر أفضل وهذا ينعكس على الحالة النفسية والشعور بالرضا والإرتياح والثقة بالنفس ومن سلبيات عمليات التجميل التكلفة المادية الباهظةو الألم المصاحب لحقن الوجه والرقبة بمادة الفيلر والبوتوكس كل ستة أشهر والإدمان على القيام بهذه العمليات واحيانا القيام بعددة عمليات للوصول إلى صورة أقرب للمثالية وأيضا من المشاكل فشل عمليات التجميل وحدوث نوبات من الإكتئاب والغضب .
ماذا عن صيحات الموضة و متاعب المهنة ؟
و عن صيحات الموضة و البساطة في المكياج قالت هاشم : ” تواكب مدينة السلمية عند بعض المهتمين أخر صيحات المكياج والتجميل ويوجد المكياج التقليد المعروف عند الكثير والمكياج الذي يعتمد على الموضة الحديثة وتقليد الفنانين والمشاهير ولكننا نفتقر لمراكز الجراحة التجميلية كما أن أسعار المواد متعلقة بزيادة الأسعار بشكل كبير والطلب من الخارج بسبب عدم توافرها بالمنطقة وانخفاض جودة المواد الموجودة حاليا. “
مهرجانات للجمال
و ختام حديثها الفداء عبرت الخبيرة إيفا هاشم عن أملها بإقامة مسابقات ومشاركات ومهرجانات في مدينة السلمية تهتم بالتجميل والتزين و طالبت بإقامة فرع لنقابة الحرفين في السلمية الأمر الذي يشجع على تطوير وزيادة الخبرات إقامة ورشات تدريبية وتحسين جودة العمل والإبداع في هذا المجال فمهنة التجميل تعكس الصورة الجميلة والمبدعة لجميع الأعمار سواء من النساء أو الرجال .
حوار عهد رستم
المزيد...