كعك العيد في مدينة سلمية ليس مجرد حلوى تصنع بمناسبة إجتماعية إنه طقس أهلي أسروي إجتماعي حيث تجتمع الأسرة كبارا و صغارا بالإضافة لبعض الأقارب و الجيران لصناعة هذه الحلوى المحببة و التي تجمع بلذة مذاقها و رائحتها الشهية المميزة بهجت المناسبة و عمق المحبة و الترابط الأسري المجتمعي . فيما مضى و في مثل هذه الأيام قبل عيد الفطر السعيد كان من النادر أن تمر بحي أو شارع أو حتى زقاق دون أن تستقبلك رائحة المحلب و اليانسون و الشمرة و هي بعض من مكونات هذه الحلوى التي تصنع باللمة الحلوة و كلمات المحبة و التراحم و ضحكات الفرح قبل أن تصنع بالطحين و السمن و السكر و المنكهات . حين تقرر الأسرة ما أن تصنع كعك العيد فهذا يعني أن الجميع سيشارك و أن الكثير من الأقارب و الجيران سيكون حاضرا للمساعدة فقبل يوم أو يومين يكون الخبر قد انتشر في الحارة و عندما يبدأ العمل كل شخص يعرف ما يجب عليه فعله فالنساء يحضرن عجينة الكعك و الرجال و الأطفال يعركون و يدعون العجين و يقطعون في ماكينة فرام يدوية أو آلية و هناك من يجهز الفرن …. الخ فالكل يساعد الكل و لن تجد من يقف على الحياد في مكان تختلط فيه رائحة الكعك بعبق المودة و المحبة و التكاتف و الطيبة و عندما تبدأ الصواني بالخروج من الفرن البعض لا يستطيع الإنتظار فيبدأ بتناول بعض من تلك الأقراص وردية اللون الشهية . في هذه الأيام تراجعت صناعة كعك العيد منزليا نظرا لتأثير عدة عوامل أهمها غلاء أسعار المواد و انشغال الناس بأعمالهم و وجود محلات تبيع هذه الحلوى التراثية و يبقى من شهد تلك المرحلة يحن لها و لا تغيب صورها الجميلة عن مخيلته .
عهد رستم