عملية تجميل القاصة حزامي أرسلان

كانت تمتلك وجهاً قبيحاً ، و بشرةً مبرقشةً كخريطةِ اندونيسيا.
جزرٌ متناثرةٌ ، و فوهات براكين .
امتلكت المالَ . مبلغٌ لا بأسَ بهِ .. ادخرتهُ من عملها للمصائب. و أي مصيبةٍ ! و هل من مصيبةٍ كالتي عاشتها منذ أن ولدت ؟ كيفَ لا ؟ و هي منفرةٌ.. قبيحةٌ كمسخ دميمة الوجه كأنما الله خلقها و أخطأ التقويم كم أشاح الرجالُ عنها و كم تهامست النساءُ في حضورها !
حاولت أن تثبت جمالها الداخلي و نقاء سريرتها و بياض قلبها البريء الوادع لكنها نجحت مرة و فشلت مرات ضاقت بما لديها .
و أتى اليوم المتفق عليه…تمددت مستسلمةً ليدِ الجراح البارع انتزعت كلماته المطمئنةُ الواعدةُ الخوفَ من قلبها وهبت نفسها إليهِ تناجيهِ في سرها هيا…أصلح ما أفسده الدهرُ و القدرُ أهدت بعينيها لما حولها وداعاً مستعجلاً و أغمضت تحتَ تأثير المخدر . استيقظت كأنما غفت لدقائق أتاها صوتهُ هادئاً منتصراً انظري أيتها الجميلةُ و أعطاها المرآة هذه أنتِ….لم تصدق ما رأت كادت تفقد الوعي و الطبيب البارع يقفُ كقائدٍ منتصر…..هذه أنا ؟! …أنا ؟؟ نعم أنتِ أنف فرنسي! و وجه كالرخام حواجب كليوباترا وأسنان لؤلؤية مرصوفة ..وشفاه ممتلئة ..أنا ..؟؟ أنا ..وصمتت ..
وبعد شهور اعتادت الفاتنة على أن تكون حلم الرجال وملهمة النساء .أيقونة ..منحوتة ببراعة أبهرت العيون وأمالت الأعناق نسيت …ماكانت عليه وغابت المرأة الوادعة النقية غاصت المتواضعةُ في القاعِ السحيق و طفا على السطحِ جسدٌ هلامي فارغ متقنُ الصنعِ بقلبٍ ميت و روحٍ قبيحة.

المزيد...
آخر الأخبار