الغلاء و رفع البلاء

 يقدم الفريق الحكومي المعني بالتصدي لكورونا فايروس ، اجراءات ترفع لها القبعة ، حتى تم تجهيز أماكن للحجر و العلاج الصحي تكفي و تزيد في حال ازدياد عدد الإصابات لا سمح الله ، بالإضافة لجملة من الاحتياطات على مستوى بلدنا الغالي كاملا ، لكن ما نلاقيه من البعض ، لا يرقى لتلك الاجراءات التي من شأنها حماية أهلنا من الهلاك ، من ذلك : عدم الالتزام بالتعاليم الصحية ، حتى إننا نرى البعض يستغرب أو يعيب لبس الكمامة أو القفازات الواقية لليدين ، بعد كل ما جرى في العالم ككل ، بجانب تعالي الصيحات من خلال النوافذ الاعلامية كاملة للوصول إلى أكبر شريحة اجتماعية ممكنة ، لكن للأسف و حتى لحظة كتابة زاويتي هذه ، نجد مخالفين و مستهترين بالوضع الصحي ، من جهة أخرى نشير لغلاء الأسعار الذي تجاوز حد المعقول ، الذي لم نجد له استجابة حقيقية من الجهات المعنية ، و ( هنا ) لا أريد تفنيد ارتفاع الأسعار كما نقرأ يوميا ، ( لكن ) ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فأنت كتاجر يحق لك الربح ، لكن ليس ثمنا للجوع و الرعب ، و ليس جراء التزام أهل البلد بالتعليمات الواجبة حاليا ، و لا يجوز لك احتكار أبسط الأغذية لمص دماء من حولك ، الذين هم في النهاية أبناء جلدتك ، فأنت غير بعيد عن الإصابة بالجائحة الحالية ، والأمم لا تبنى إلا بالتكافل ، و حصار ما غرب عن عاداتنا و أخلاقنا ، و الأمم لا تبنى إلا بتوصيات العمل الحقيقي تجاه الإخوة الإنسانية ، هكذا هي الحياة كما تدين تدان ، فعندما يكون هاجس التاجر كل صباح امتصاص دماء البشر ، فلن تكون النتائج إلا سلبية و كارثية ، من هنا نسأل جميعنا ، ( أين ) أغنياء البلد ؟ الذين باستطاعتهم تحمل كل الأعباء و زيادة ، الذين لا تؤثر عليهم محاولتهم في دفع البلاء عن البلد الذي احتضنهم ، و كان له الفضل بما هم فيه ، أين فاعلي الخير ؟ الذين يستطيعون إطعام الكثيرين ممن لا يملكون ثمن علبة معقم لحماية أطفالهم ، أو حتى ثمن كمامة يحلم فيها أحد الأطفال ، أين هم من وجب عليه الوقوف إلى جانب دولتهم التي تمثلهم ، و ترفع رأسهم في المحافل كافة ؟ لذلك توجب على من استطاع المساعدة أن يقدمها ، و يا ريتهم يقدمون ذلك بسرية تامة ، دون تهويل اعلامي يخدمهم و لا يخدم بسطاء البلد ، و لكي نستفيد جميعا من أفعال الخير كما يجب أن تكون ، و التي هي سببا أساسيا في رفع البلاء .

شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار