مهنة التدريب في كرة القدم تشبه الانتحار أو الموت البطئ، كل حسب قوته وقدرته على مواجهة الواقع المؤلم.
هي حقيقة مرة مهما حاولنا تجميلها ويصح فيها المثل القائل :(دخول الحمام مو متل الطلعة منه).
حتى لا يتفاجئ من سيمارسها بما لم يكن في الحسبان.
هل من الممكن أن يعلق مستقبل انسان وأسرته بأيدي الآخرين ؟
في الواقع لا يوجد مهنة يكون فيها الإنسان كذلك إلا مهنة تدريب كرة القدم دون غيرها من المهن!
كرة القدم هي الجحيم والنعيم ، والأدهى والأمر أن يكون هذا المستقبل معلقا بأقدام وأطراف وأحذية اللاعبين وليس بعقلهم أو تفكيرهم، فإذا فزت كان النعيم وإذا خسرت كان الجحيم!
هذا ما خطر ببالي وأنا أقرأ وأتابع حجم الكتابات والتعليقات على وسائل التواصل الإجتماعي وهي تصب جام غضبها على الجهاز التدريبي لأي نادي من الأندية في الدوري السوري لأن هذا الفريق قد أخطأ خطأ فاحشا وخسر أو تعادل في لقاء.
لا أعرف ما يمكن أو أتصور أن أسمعه عن هذا الجهاز التدريبي بعد أن نصب الأساتذة الجهابذة أنفسهم أوصياء على كل شيئ بدءا من الخطة حتى قصة الشعر، لأن كل ذلك يدخل في نطاق المدرب السوري المسكين.
في الفوز يلهجون بشكره لأنه المدرب الأوحد صانع المعجزات.
في الخسارة عكس ما سبق!!
وهناك بعض النقاط يجب أن يعيها كل من يعطي لنفسه حق النقد من الخبراء الفيسبوكين وبعدها له مطلق الحرية في أن يتصدى لنقد إنسان يعين نفسه ويعمل كي ينجح ويرسم البسمة على الشفاه
1_ هل علم هذا الفيسبوكي كل كبيرة أو صغيرة تمت بصلة لخطة التدريب وطريقة اللعب والخطط البديلة من بداية التحضير لهذا الفريق؟
2_ هل تم معرفة فكر المدرب من حيث تنفيذ خطط اللعب المتغيرة طوال المباريات أو طوال شوط المباراة الواحدة؟
3_ هل أكتشف لماذا قام المدرب بوضع ذلك اللاعب مكان زميلة الآخر وعلى أي الأسس الفنية يتم أختياره وعن كيفيةوضع اللاعب بناء على التنفيذ الخططي في المباراة؟
4_هل يعرف السادة الفيسبوكين العارفون والخبراء أن لكل مدرب طريقته في أختيار الأفراد وأيضا لكل مدرب طريقته في التغيير وأنه من الممكن أن يكون البديل أهم من الأساسي؟
5_هل قام الناقد الفيسبوكي الفني والخبير بإختبارات قياسية لمدى اللياقة البدنية العامة والخاصة لدى اللاعبين أم أنه لمجرد أن رأهم في الملعب عرف أنهم ناقصو اللياقة؟!!
للعلم: اللياقة لفظ وعلم كبير لا يجب أن نطلقه هكذا لمجرد أننا عرفنا كيف نلفظه.
6_هل نسي أو يتناسى هؤلاء السادة الخبراء ما للحالة النفسية والجو المحيط ورهبة بعض المباريات من آثار سلبية وايجابية على أداء اللاعبين؟.
_ جميعهم متفرجين وخبراء ينصبون أنفسهم أوصياء ونقاد في المدرجات والصفحات كل يريد اللاعب الذي يشجعه ويحبه وليذهب الجميع إلى الجحيم!!
لو أراد المدرب أن يرضي جميع هؤلاء النقاد فيجب عليه أن ينزل إلى الملعب جميع لاعبيه في آن واحد حتى يرضي جميع الأطراف.
من الممكن بعد كل ذلك أن يقول قائل: أن لكل فرد رأيه وأنه حر فيما يكتب.
نعم هو كذلك ولكن علينا ألا نستعمل كلمة الحرية بالمفهوم الخاطئ.
علينا أن نكون رحماء ولا نطلق ألسنتنا وأراءنا لمجرد التباهي بالفهم والخبرة أو لجمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات والتعليقات.
المدرب بشر من دم وأعصاب وإنسان يخطط ويعمل بالعلم ونحن في عصر التكنولوجيا وعالم التواصل الإجتماعي وليس بالقهوة.
لذلك شجع بأدب وذوق وأخلاق.
أهلا جمهور البلد.
الإعلامي: محمد ديب