بظل انتشار القمامة وزرائب الحيوانات ومخلفاتها بعدد من أحياء مدينة سلمية وريفها ، وغياب الاصحاح البيئي ، وبظل ازدياد عدد الاصابات باللشمانيا والتي وصلت لحدود 1200 إصابة خلال العام الماضي ولغاية الشهر هذا الشهر ، لابد من الجهات المعنية بمكافحة هذا الداء وأن تضافر جهودها لمكافحة الإصابات والحد من انتشار هذا الداء ، الذي يقلق راحة المواطنين ويشكل خطراً على صحة الجميع وخاصة الأطفال .
من ضيف إلى مستوطن
وحول اللشمانيا في سلمية وتطوره التقت / الفداء / رئيس منطقة سلمية الصحية الدكتور رامي رزوق الذي قال : داء اللشمانيا ضيف على المدينة ، ولقد بات مستوطناً فيها ، فالواقع البيئي وانتشار حظائر وزرائب تربية الحيوانات ومخلفاتها، إلى جانب القمامة والحفر الفنية المنتشرة ببعض أحياء المدينة وريفها ، بظل غياب الصرف الصحي ، وخاصة الحي الشمالي والشرقي وضهر المغر والكريم وبعض قرى المدينة ، يؤدي لكثرة الحشرات الضارة الناقلة للأمراض والروائح الكريهة ، ولغياب الاصحاح البيئي والصحي ، وانتشار الأمراض السارية ، وتقارير الرقابة الصحية تؤكد أن هذه المواقع بؤرة وسبب مباشر بزيادة الامراض السارية ، و الإصابات بداء اللشمانيا الوافد والكبد الوبائي بين القاطنين بهذه الأحياء وفي سلمية وريفها .
تتابع وتعالج
وبيَّنَ رزوق أن المنطقة الصحية تقوم بمتابعة حالات الإصابة و تعالجها طبياً ، وتقدم للمصابين الناموسيات الخاصة بالوقاية ، ولكن لا يكفي أن نعالج ، وعلينا أن نكافح أيضا ، وأهم طرق المكافحة تكمن في الاصحاح البيئي المتكامل .
مسؤولية البلديات
وأكد الدكتور رزوق أن من الضرورة قيام البلديات بواجباتها نحو تحقيق بيئة نظيفة ، وأن تتضافر جهود الجهات كلها للحد من انتشار هذا الداء ومكافحته.
زيادة بالإصابات
وداء اللشمانيا هو وافد لنا ، حيث كانت سلمية خالية منه قبل عدة سنوات ، حيث تم تسجيل حوالي 852 إصابة العام الماضي ، وبحدود 450 إصابة لغاية الشهر السادس من هذا العام ، وهناك زيادة لابأس بها ، و سيكون هناك زيادة أكثر ، إذا لم يتم معالجة الواقع الموجود حالياً ، ومن الضروري العمل بالسرعة القصوى للإصحاح البيئي والصحي من خلال نقل الحظائر وإبعادها عن المناطق السكنية ، وترحيل القمامة ورش المبيدات ، وتأمين المياه بشكل كاف لهذه الأحياء ، ومد الصرف الصحي للمناطق التي بحاجة والقضاء على الكلاب الشاردة والقوارض .
إجراءات
ويضيف رزوق قائلاً : وبعد أن كانت الإصابات وافدة لسلمية وريفها ، بات هناك إصابات محلية ، بسبب تردي الوضع البيئي ، ما استدعى استجابة سريعة من المنطقة الصحية ، من خلال إجراءات عديدة تم اتخاذها ، منها زيادة عدد المراكز التي يتم فيها تقديم علاج اللشمانيا ، والقيام بحملة تقصي للكشف عن الإصابات الجديدة ، وتم تدريب عناصر صحية على أخذ القشاطة ، ومخبريين على فحصها ، وتم إجراء مسح وتقصٍّ ميدانيين للمناطق الأكثر إصابة ، والمدارس بالمدينة والريف ، وتم عقد اجتماع مع رؤساء البلديات للتعريف بمرض اللشمانيا ، والتأكيد على ضرورة تحسين الواقع الخدمي لتحقيق الإصحاح البيئي والصحي ، وننتظر حالياً قرار مديرية الصحة للقيام بحملات رش مبيدات جديدة ، بالإضافة لضرورة الحفاظ على نظافة شوارع المدينة والسعي لنشر التثقيف الصحي وتوزيع بروشورات وإقامة ورشات مجتمعية في الأماكن الأكثر إصابة .
إجراءات مجلس المدينة
نائب رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس اسماعيل موسى قال : يرحل المجلس القمامة بشكل يومي والردميات ومخلفات المواشي والحظائر من كل المواقع ، وخاصة التي تعد بؤرة لذبابة الرمل ، الناقلة لداء اللشمانيا ، ويتم تنظيم ضبوط بحق أصحاب الحظائر والزرائب التي تربي الماشية والمنتشرة بأطراف المدينة ، وإنذارهم بضرورة إخلائها ونقلها لخارج الأحياء السكنية ، وسيكون هناك إجراءات قانونية بحق المخالفين ، ويتم التنسيق مع لجان الأحياء بضرورة متابعة أماكن الحظائر وأماكن تجميع القمامة ، بالإضافة لحملات رش مبيدات حشرية ضبابي ورذاذي .
ختاماً
في ظل الظروف البيئية والواقع الخدمي الذي تعيشه مدينة سلمية وأغلب قرى الريف ، وانتشار لحظائر تربية المواشي بين الأحياء السكنية ، باتت الحاجة ملحة لتحرك الجهات المعنية ، للكثير من الاهتمام لتحقيق الإصحاح البيئي والصحة كخطوة مهمة للقضاء على داء اللشمانيا.
حـسـان نـعـوس