الخبز الذي بقي لسنوات طويلة خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو التطاول عليه أو حتى محاولة التلاعب فيه وبجودته ووزنه ، انقلبت موازينه في سنوات الأزمة التي عصفت بالبلاد وفتحت الإشارات ، وانطلق أصحاب الأفران في سباق الغش والتلاعب فمن تهريب الطحين وبيعه للقطاع الخاص إلى التلاعب بالوزن وصولاً الى الجودة المفقودة ، وبات المواكن محتاراً بعد أن وضعه البعض من أصحاب الأفران بين الجودة مقابل نقص الوزن وبين أن يكون وزنه نظامياً مع فقدان الجودة . وهما أمران أحلاهما مر ، وفيما خير البعض المواطن فالبعض من أصحاب الافران لم يستشروا أحداً وبدؤوا بإنتاج خبزهم على مزاجهم ، فمرة خبزٌ لا يؤكل بحجج عدة ، فمرة يكون العطل بالطحين وأخرى بالخميرة وبين هذا وذاك تتلف أطنان من الخبز لتكون علفاً للحيوانات وبالأخص في فترة الححر الصحي حيث ترك الحبل على غاربه لأصحاب الفرن يتحكمون فيه كيفما شاؤوا ، ليستعين المعنيون بالبطاقة الذكية لتحديد هذا الهدر في بعض المحافظات ومحاولة تعميمها على القطر بأكمله .
هل ستضبطهم ؟
جولات عديدة للجهات المختصة في محاولة منها لضبط الموقف والحد من الهدر والتهريب وتقديم رغيف خبز بمواصفات قياسية هل تنجح ؟.
آراء المواطنين جاءت متباينة ببن من استبشر خيراً بهذه الجولات ووجد فيها قمعاً للمخالفين وتحسين جودة الرغيف بعد مخالفة الفرن الذي يتم ضبطه بالجرم المشهود ، وبين من رأى أنه لا يمكن أن يتم الضبط فالمخالفة لن تحد من التلاعب لأن صاحب الفرن سيعود لينتقم لمخالفته بطرق عدة وسينعكس كل هذا على الحلقة الأضعف وهي المواطن ، أما فيما يخص سؤالنا عن ثقافة الشكوى المفقودة فقابلتها إجابات ثقافة الخطي والحرام والخوف من الأذية التي مازالت متأصلة فينا ولا يبدو أن هناك بصيص أمل للتخلص منها .
بين حكومي وخاص
في اتصال هاتفي معه، بيَّنَ رئيس شعبة حماية المستهلك في مصياف نادر اسماعيل ، الذي رافق فعاليات عديدة بجولات على عدد من الأفران الخاصة وفرن مصياف الآلي ونظم عدداً من الضبوط بحق بعضها بعد الكشف عن المخالفات بنوعية الخبز ووزنه ، بيَّن أن الضبوط شملت مخبز السويدة لإنتاج وبيع خبز سيء الصنع ، ومخبز كفر كمرة لنقص وزن ، ومخبز الفندارة لتقاضي أسعار زائدة ، ومخبز عوج وقرمص لإنتاج وبيغ خبز سيء الصنع.
والفرن الآلي بمصياف لنقص في وزن الربطة وتم معاقبة مشرف الوردية .
حجج واهية
أما حجة الأفران في المخالفات فهي نقص مادة الطحين ونوعيته واختلاف الخميرة مابين طرية وجافة فكل منها له عياراته الخاصة .
ضغط على الآلي
سوء تصنيع الخبز في بعض القرى شكل ضغطاً كبيراً على الفرن الآلي الذي بدا في الأشهر الأخيرة علامة فارقة في جودة خبزه وكذلك بازدحامه .
إساءة متعمدة
مصدر في المخبز تحدث لنا عن تقصد بعض أصحاب الأفران الإساءة بصناعة الرغيف لتركه والتوجه إلى الفرن الآلي وهو يدل على عدم التحلي بتحمل المسؤولية وهذا انعكس ضغطاً على مخبز مصياف الآلي وهناك بعض القرى التي لديها أفران خاصة ومخصصاتها ، وتستجر مادة الخبز من المخبز بموافقات رسمية منها بعرين نيصاف الزينة دير الصليب الخان المحروسة قرطمان السويدة كفر كمرة ديرماما اللقبة القريات النقيب الفندارة عكاكير حصرايا وبقراقة . هذا طبعاً عدا عن مدينة مصياف والتي تحوي ٢٠٠ معتمد بواقع ٨٠٠٠ ربطة يومياً عدا عن البيع المباشر وكذلك تأمين احتياجات الجيش من الخبز.
ما الحل ؟
يبدو أن الحلول مفقودة في بعض أماكن الخلل لأفران القطاع الخاص فالعقوبة كما قلنا لم تردعهم بل تزيدهم غشاً ، والمراقبة لا يمكنها أن تبقى حاضرة لفترة طويلة ما لم تكن نابعة من ضمير حي وحتى إغلاق المخبز غير واردة لأنها عقوبة ستطال المواطن قبل صاحب الفرن ، وهنا نصاب بحيرة وسؤال كيف يمكننا سحب الحجج في سوء التصنيع ونقص الوزن ، وهنا نؤكد أن العقوبة الكبيرة الرادعة بميالغ مالية كبيرة إضافة الى سجن صاحب الفرن لمدة طويلة قد تكون رادعة لتصل لحد سحب الرخصة من الفرن ومنعه من تجديد اي رخصة وحرمانه من مخصاصته ربما ونقول ربما تنجح ! . ازدهار صقور