أقراص العيد.. طقوس وعادات في قرية دير ماما

في حين المحال التجارية تعتمد على الربح وليس بمقدور الأسر محدودة الدخل شراء حلويات العيد إذ تتبرع بعض النسوة في تحضير أقراص العيد ويتم تصنيع كميات تبقى إلى مابعد العيد ونجد النساء الكبيرات في السن يفضلن تصنيع مثل هذه الأصناف الشهيه من الحلويات في البيت فمن يقصد منزل أم محمد في قرية دير ماما في هذه الأيام لتفوح رائحة المعمول فتنتعش الذاكره والحواس، لتتذوق طعم كعك العيد وتجتمع النسوه لتحضيرأقراص العيد الفداء قصدت منزل أم محمد وكان في استقبالنا ولدها محمد الذي تحدث لنا عن مدى أهمية هذه اللمه لتحضير لأقراص العيد وقال : يسهم كعك العيد والمعمول الذي، تصنعه السيدات في، المنزل توفير قسط لايستهان به من المال إضافة إلى توفير كميات وفيرة من الأقراص حيث يتناول الأقراص الكبار والصغار طوال أيام العيد ونقوم بتوزيع الأطباق على منازل القريه إذ تضغي على عيدية العيد نكهة خاصه ومميزه ومن النادر أن يمر عيد إلا ونعمل جاهدين على صناعة أقراص العيد وتوزيعه قبل يوم أو يومين من العيد تتعاون النسوه في تحضير وإعداد أقراص العيد على النحو التالي، الطريقه كما تحدثت السيدة أم مدين: يتم عجن الطحين المضاف إليه الحليب والقرنفل والسمن العربي والسكر في البداية يتم عجن الطحين مع الحليب الذي يضاف إليه السكر والسمن العربي بحيث يلزم كل ٢ كيلو من الطحين واحد كيلو من الحليب طبعا حسب الرغبه والتقديرات الكميه ثم تضاف إليه خلطة الكعك المكونه من اليانسون وحبة البركه والمحلب وجوزة الطيب ثم يعجن الخليط ويمزج بعد إضافة كميه معقوله من الخميره التي تساعد على تخمير العجين وإعطائه حجما اكبر من الطبيعي ويترك العجين حتى تتم عملية التخمير مدة ساعتين ولابد من الإنتباه إلى ضرورة عدم إضافة أية كمية من الماء حتى لا يجف الكعك ومن أجل إعطاء الأقراص طراوه وليونه تستمر لعدة أيام يفضل إضافة القليل من الزبدة والزيت لماذا منزل أم محمد لايزال محافظا على هذه العاده في تحضير أقراص العيد ولم شمل الأهل والمحبين؟؟ قالت أم محمد احرص كل عام على إعداد أقراص العيد في المنزل ومن أجل إتمام العمل في، الوقت المحدد أقوم بالتعاون والتنسيق مع بعض الأخوات والجارات على تحديد يوم معين من أجل صنع الأقراص ويكون في الغالب قبل يوم أو يومين من العيد ومن المهم هنا أن نعرف أن عادة صنع أقراص العيد لاتقتصر على تصنيع الكعك فحسب بل هي عادة وتقليد ورثناها عن الأمهات والجدات لأن فيها بركة و يحبها الأولاد ولها جو من المودة والمحبه التي تجمع النساء على أطباق الكعك حيث يتبادلون الأحاديث والقصص المسلية وكيفية قضاء العيد والزيارات التي تنوي كل واحدة القيام بها وتبادل الأغاني الشعبيه والتراثية التي تحيي تراث قريتنا أما لطريقة خبز الأقراص حكاية أخرى ترويها لنا أم صلاح التي، ترق العجين وتستخدم المرشم لتعطي أقراص العيد أشكالا مختلفه حيث قالت: أدلك العجين بالمدلك وارقه في المرشم وحوافه بارزه وتختلف باختلاف النقوشات وبعدها أضع القطع في صينية الفرن وأدخله إلى بيت النارلمدة ربع ساعه حسب حرارة الفرن سواء غاز أو كهرباء ومن أجل الإسراع في صنع الأقراص يتم إحضار صواني، من الألمنيوم وتوضع عليها الأقراص بحيث يتم العمل بالتتالي حتى الإنتهاء من كل الكميه المحضره للكعك انتبهي ديري بالك عالفرن خلي ناره هاديه لكي لا تطلع الأقراص محروقه كلمات أطلقتها ورددتها السيده ابتسام وأم رامي عبرت عن رأيها بهذه اللمه والجمعه قائلة : الأقراص التي نقوم بتحضيرها تسهم إلى حد كبير في تغذية الأولاد إضافة لتقديمه للضيوف أثناء زيارات العيد والسهرات الاجتماعية التي تجمع العائلات ببعضها البعض هذه الأكله تعطي للعيد نكهة خاصة َوجو من الحميمية خصوصا اجتماع الأطفال حول الفرن يلعبون في بعض أقراص العجين في محاولة منهم لتقليدنا ومساعدتنا كل هذه الطقوس تشعرنا بالحنين للماضي واول طبق يخرج من الفرن ويحتوي على أقراص المعمول يتم تقديمه للحاضرين بعد الإنتهاء من تصنيع الكعك يتم تنسيق الأقراص بشكل معين بحيث يتم الاحتفاظ بالكميه في أطباق من القش لتبقى طرية ومحافظة على مذاقها وطعمها المميز وأخيرا لايزال أهالي دير ماما محافظون على عادات وطقوس صناعة الحلويات وكعك العيد بأيديهم وان كان الزمن قدتغير يبقى مذاقها ونكهتها المميزان لتبقى صناعة حلويات العيد في، المنزل بنظرهم من أساسيات الإحساس بالعيد..
إيفانا ديوب
المزيد...
آخر الأخبار