في الذكرى التاسعة لرحيله:فؤاد غازي…. رحل ولم يتعب المشوار

في 2 آب 2011رحل الفنان المطرب فؤاد غازي بعد مسيرة حافلة بالعطاء ،قدم من خلالها مئات من الأغاني والعتابا والمووايل ، ونقل الأغنية السورية من المحلية إلى أرجاء الوطن العربي وبلاد الاغتراب، هذا الفنان المبدع الأصيل الذي كان حاضراً بقوة من خلال صوته الجبلي المميز وطابعه الطربي الاصيل، أحب الناس أغانيه وتعلقوا بها لعقود، كانوا يرددونها في حفلاتهم وجلساتهم وأماسيهم وسهراتهم الجميلة الدافئة … من منّا لم يُطرب للعتابا والموّال والميجنا وأغاني : لزرعلك بستان ورود ، صبر أيوب ، تعب المشوار ،و …… و التي صدحت بها حنجرة الفنان الراحل والذي قدّم للفن وعبر أربعة عقود أجمل الأغنيات وأعذبها، ليصبح واحداً من أبرز المطربين في سورية والوطن العربي وذلك بشهادة من عاصره وتعامل معه في مجال الفن … وعرفاناً بدور الفنان غازي ومساهمته في تطوير الإغنية الشعبية والجبلية والطربية تقدم الفداء بانوراما سريعة عن الفنان فؤاد غازي وأهم المحطات الفنية في حياته …
ولد الفنان الراحل فؤاد غازي في قرية فقرو في محافظة حماة عام 1955 واشتهر في بداية مشواره الفني بإسم فؤاد فقرو ( نسبة إلى قريته فقرو ) إلا أن اسمه الحقيقي فؤاد غازي ،
بدأ الغناء في سن مبكرّة ، تميز صوته بالقوة والعذوبة ، حيث غنّى العتابا والميجنا والمواويل لينتقل بعدها إلى الأغاني الشعبية الجبلية والتي لاقت نجاحاً كبيرا ً في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ليصبح نجماً غنائياً مميزاً في سورية والوطن العربي …
اختار فؤاد غازي اللون الجبلي فأبدع فيه وقدم أجمل الأغاني والتي ما تزال تتردد على ألسنة الناس حتى الآن مثل أغنية ( لزرعلك بستان ورود ، تعب المشوار ، يا أم النظرات الحلوة ، ما ودعونا و…….)
ساعدت البيئة الجبلية التي نشأ فيها فؤاد غازي وترعرع على صقل موهبته فتميز صوته بالصفاء والنقاء والمدى الواسع والإمكانات الصوتية الكبيرة .. تعامل مع العديد من الموسيقيين والملحنين السوريين والعرب من أمثال سهيل عرفة ، عبد الفتاح سكر ، سعيد قطب و …
لحّن له الموسيقار الراحل عبد الفتاح سكر مجموعة من الأغاني ولعلّ أكثرها شهرة أغنية ( لزرعلك بستان ورود ) والتي لاقت إقبالاً منقطع النظير في سورية والوطن العربي .

كما لحّن له الموسيقار سهيل عرفة عشرات الأغاني تميّز فيها فؤاد غازي من حيث الأداء والحضور والتفاعل ولعل أبرزها : (لالا، يا أم النظرات الحلوة ، صبر أيوب ، يا سورية أنت ِ الأغلى …)
ويرى الفنان سهيل عرفة أن ّ فؤاد غازي ( علم من أعلام الأغنية السورية ، وتلميذ مميز في مدرسة وديع الصافي )
تنوعت أغاني من حيث موضوعاتها ، غنى للحب والوطن والإنسان والعمال والفلاحين والبسطاء في المجتمع ، لذلك كان موضع تقدير واحترام من كل فئات المجتمع …
جمعت الراحل علاقات متينة مع كبار الفنانين من مطربين وملحنين على مستوى سورية والوطن العربي فأضاف من إبداعه الشيء الكثير للغناء الجبلي ووصفه الراحل الكبير وديع الصافي ( بأنه من صنف العمالقة )
في الثاني من آب 2011 رحل الفنان فؤاد غازي بصمت بعد صراع طويل مع المرض تاركاً للمكتبة الموسيقية مئات من الأغاني والعتابا والمووايل والتي تجسد إرتباطه الوثيق ببيئته ووطنه ،فقد غنّى للحب والوطن والإنسان ليتحول إلى أيقونة خالدة على مرّ الزمان.
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار