في سلمية تقنين  الكهرباء حوّل المنازل إلى أفران وعطل أعمال المواطنين

    لما يزل مسلسل تقنين الكهرباء يرهق أهالي مدينة سلمية ، كغيرها من المدن الخاضعة لبرنامج جائر وغير منتظم للكهرباء  ، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة بشكل خاص وأكبر ضرراً على ذوي المهن والصناعيين وأصحاب الورشات ومحال الوجبات السريعة وغيرهم إما جراء تأمين البديل كالطاقة الشمسية أو المولدات ، وما يلحق بأجهزتهم الكهربائية من أضرار وتعطيل أعمالهم وتأخير إنجازها .

    أيمن حمود صاحب محل لبيع لحوم الدجاج قال  :لقد تراجع عملنا كثيرا هذه الفترة ، حيث الكميات انخفضت للنصف عدا عن اللحوم التي نتلفها بعد فسادها بسبب غياب الكهرباء ، وهذا يعد خسارة نتحملها نحن كي لا نخسر سمعتنا وزبائننا ،  فاللحمة الناعمة أكثر عرضة للتلف والسبب أنه يمنع علينا الفرم المسبق أثناء موعد الكهرباء ، لإعداد اللحمة المفرومة قبل وقت محدد يستوجب المخالفة التموينية وعقوبتها السجن ثمانية أشهر مع غرامة مالية كبيرة ، لذلك نضطر كلما جاء طلب على لحمة مفرومة تشغيل المولدة وتحمل نفقات البنزين الذي نشتريه حراً .

  الخياطة صفاء مسعود قالت : تراجع عملي كثيراً حيث أن خلال ساعة الوصل تنقطع الكهرباء عدة مرات ، فالتيار الضعيف غير قادر على تشغيل ماكينة الخياطة وحالتي المادية لا تسمح بشراء مولدة .
   وهذه المعاناة يمكن تعميمها على ورشات صناعة الحلويات والمثلجات والمطاعم والكافتيريات وكذلك العاملين في مجال البناء والإكساء ومراكز التجميل وعيادات الأطباء وغيرها .

   إن تذبذب قوة التيار الكهربائي في أوقات الوصل  أسوأ من الانقطاع إذ يعرض الأجهزة الكهربائية في المنازل والمحال إلى أعطال جسيمة والتكبد بنفقات إصلاحها أو التخلي عنها كلياً  لعدم القدرة على شراء الجديد .

    يقضي المواطنون أوقاتاً صعبة داخل بيوتهم أثناء غياب الكهرباء الذي يتجاوز  خمس ساعات مقابل نصف ساعة وصل ،  إذ لا مكيفات ولا مراوح تعينهم على الحر الشديد في هذه الأيام التموزية .
إحداهن قالت :حاولنا شراء مولودة ولكن سعرها لم يساعدنا كما أن تكلفة الوقود الحر جعلتنا نتراجع ونضع رأسنا بين الرؤوس .

  عصام الشمالي مصلح أجهزة كهربائية لديه عشرات القطع الكهربائية المعطلة التي تنتظر الإصلاح ،  وهو بنفس الوقت محكوم بموعد التيار الكهربائي كي يعمل ويقوم بفحص الأجهزة والتأكد من جاهزيتها قبل تسليمها لأصحابها  ، ويقول :أفكر في تغيير عملي  فأنا لم أعد أعرف كيف أعمل أصبح هناك بطء و تأخير في العمل .

المهندس  فاضل وردة مدير كهرباء سلمية بيَّنَ  أن الكميات التي ترد لا تسمح سوى بخمس ساعات ونصف قطع خلال النهار  مقابل نصف ساعة وقد تتحسن ليلا لتصل لساعة كاملة .

  وقال : نقوم بالتنسيق مع مركز التحكم من أجل زيادة نصف ساعة للحي الذي يصادف دوره في ضخ المياه إليه من أجل ضمان حصول أهالي الحي على كميات كافية لملء خزاناتهم .

                       سلاف زهرة

المزيد...
آخر الأخبار