قرية دير ماما في ريف مصياف ام الحرير الطبيعي حاليا في سورية …بحاجة لدعم مربي دودة الحرير

 

تعتبر بلدة دير ماما واحدة من أشهر البلدات في ريف مصياف التي كان معظم سكانها يعملون في مرحلة من مراحل صناعة الحرير وذلك قبل الحرب على سورية واشتهرت دير ماما بزراعة شجر التوت على مساحات واسعة وتحولت مقصدا لعشاق الحرير الطبيعي
ليتحدث حول ذلك محمد سعود ، مدير متحف الحرير الطبيعي في دير ماما مبينا أهمية الحرير ونشأته ومراحل صناعته
مؤكدا  أن دير ماما هي أم الحرير ومنشأ الحرير الطبيعي ومتحف الحرير هو الصورة الجميلة التي تضم كل مراحل العمل بدءا بالبيوض وانتهاءا بشال الحرير
مشيرا إلى، مدى، اهتمام أهالي القرية بتربية دودة القز منذ مئات السنين بكل مراحلها بدءا من تربية دودة القز مرورا باستخلاص خيوط الحرير الطبيعي وصولا إلى غزلها ونسجها شالات  و قطعا ذات استعمالات متعددة وأزياء تراثية تختص بها القرية  وتتباهى بها نساؤها لما تضيفه عليهن من جمال أخاذ وَمظهر لائق
فالمراحل التي، تمر بها صناعة الحرير كما قال سعود :
المرحلة الأولى هي مرحلة البيوض أي أن كل بيضة من هذه البيوض تشكل دودة
ويتم جَمعها بمكان دافئ لمدة أسبوع وهذا البيض يفقس ويعطي دودا صغير ويفرم له أوراق التوت الناعم ليتغذى عليه من ثلاثة إلى أربعة أيام ويتحول إلى مرحلة (الخضره)
وبعد أربعة خمسة أيام أخرى يتحول إلى مرحلة (النقشه) وبعدها يتحول إلى مرحلة (الحمرا) ويبقى في، هذه المرحلة من ثلاثة إلى أربعة أيام وبعدها تتشكل عندها الغدة الحريرية حيث تتوقف عن الطعام وتبدأ عملية نسج الشرانق وخلال إنتاج الحرير يسمح لعدد كاف من الفراشات البالغه أن تخرج من الشرنقه لضمان استمرار النوع
إذا هذه المرحلة باختصار هي مرحلة البحث عن مكان لتجميع  وحياكة الخيط لتشكل الشرنقة ومدة هذه المرحلة ١٥ يوم بحيث نضمن الاستفادة من الخيوط قبل أن تفرش فتقطع الخيوط يستخدم في مكان آخر
والمرحلة التالية مرحلة سحب الخيوط الموجودة على الدولاب (دولاب الحل) وهي عبارة عن مجموعة شرانق توضع على نار درجة غليانها مرتفعة  ويتم سحبها عن طريق الحلال وهو فني ماهر يحاول أن يجمع كل ٧٠_٨٠ شرنقة بخيط واحد ليعطي خيطا اسمه خيط (المسلوبة)
فخيط المسلوبة يحوي ٦٠ أو ٧٠ شرنقة وهذا يتناسب مع النول اليدوي لذلك تتميز الخيوط المسلوبة بسماكتها وخيط الحرير عبارة عن أربع أو خمس، شرانق هذا هو الفرق، بين الخيطين
ويحكم النساج النول اليدوي الذي، يعود عمره إلى أكثر من ١٨٠ عام فهو موروث أبا عن جد مؤكدا على المحافظة بهذه التراثية الجميلة والحرفة التي اعطتهم هوية الحرير هوية دير ماما ليتم جمع كل هذا العمل بمجال واحد ومكان واحد تحت مسمى متحف الحرير
داعيا سعود إلى، ضرورة إعادة إحياء هذه المهنه عن طريق تقديم الدعم الحكومي اللازم بهدف تطويرها والنهوض بصناعة الحرير الطبيعي بإقامة المعارض والمهرجانات المحلية والدوليه فالحرير السوري الطبيعي معروف بجودته لدى العالم علما أننا لم نشارك إلا مشاركة واحدة في معرض دمشق الدولي َمقارنة بالحرف والمهن الأخرى مشاركة صناعة الحرير قليلة جدا متمنيا بذلك إمكانية توجيه المنظمات الدوليه لَمحاولتها إنقاذ ومساعدة هذه الحرفة التي في طريقها للزوال
فالحرير السوري مشهور عالميا حيث كان إنتاج القرية من الحرير في تسعينيات القرن الماضي يزيد على ١٢ طن في حين أنه في الوقت الراهن لايتعدى الإنتاج في أحسن الأحوال ١٥٠ كغ من الحرير
مشيرا إلى أنه رغم كل هذه الظروف يلاحظ أن هناك إصرارا من قبل أهالي القرية للحفاظ على استمرار وبقاء هذه المهنة التي تشكل إرثا متجزرا في نفوسهم ووجدانهم لوجود رابط نفسي، واجتماعي وتاريخي بينهم وبين شجرة التوت لافتا إلى إعادة الألق والحياة مجددا لهذه المهنه العريقة وطالب بتشجيع الدوله أيضا أهالي القرية على تربية دودة القز والنهوض بمستوى هذه المهنة التي تعد من أبرز رموز التراث والفلكلور الأصيل لقرية دير ماما
ولنساء القرية حكاية مع الحرير حيث لا يزال الكثير منهن يشتغل في نسج الحرير وتصميم العديد من المنسوجات الحريرية التي تعبر عن تراث، القرية كشال الحرير الذي يعد من أهم الأزياء التراثية لنساء القرية
لتصف السيدة   أمل الأحمد ز وجة صاحب متحف الحرير
طريقة عملها بالحرير مؤكدة استمراريتها بحياكة قطع الحرير حتى لاتنسى تقنية غزل الحريرولتبقى يداها طرية خشية أن تنسى الحياكة مع مرور الزمن
لتقوم بحياكة منديل الحرير بعد أن تقطع بضعة أمتار من الحرير  يتم أخذ الخيطان لإنجازالعمل (كروشيه الحرير)
وتتم الحياكة بالسنارة اليدوية ويتم غلي ثلاثة أو أربع قطع بالماء لمدة ٤ او ٥ ساعات ويضاف بعض المواد لإعطائه النعومه حتى، نحصل على قطعة حرير مميزة ترتديها السيدات

 

المزيد...
آخر الأخبار