جمع شمل العائلة وأعاد ترتيب الحياة …كورونا هل هو مجرد حجر صحي ام فرصة للتغيير الايجابي ؟

 تعيش جميع العائلات على كوكب الأرض حالة حجر صحي اقعدها في المنزل ممتثلين للنصائح والارشادات بغية الوقاية من فايروس covid_19 .حيث ان الحياة بعد كورونا تختلف عن الحياة قبلها .فقد غير الحجر الصحي المنزلي اسلوب حياة الناس بعد ان اصبح الالتزام بالبيت الوسيلة الوحيدة لتفادي الاصابة بهذا الفيروس الفتاك .الامر الذي فرض تغييرا في اسلوب ونمط الحياة العائلية والاجتماعية .واعطى فرصا عديدة لاختبار الذات والجلوس مع العائلة وممارسة هوايات كانت غائبة بسبب ضيق الوقت وضغوطات الحياة الاقتصادية . والسؤال كيف تستغل العائلات حالة الحجر الصحي .وماهي ايجابيات وسلبيات المكوث في المنزل ؟ اسئلة توجهنا بها الى مجموعة من الاصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي . البعض ممن اعتاد الخروج من المنزل للعمل او للزيارات او التسوق اعتبره سجنا مقيتا وأيامه ملل قاتل .لاسيما أيضا فئة الاطفال او طلاب المدارس . تقول احدى السيدات :اطفالي دائمو الشكوى من الملل ويصرون على الخروج من المنزل للعب او لزيارة بيت الجد او الاقارب .ويطالبوننا باصطحابهم الى السوق .ونجد صعوبة في اقناعهم بمخاطر الخروج خارج المنزل .وحتى الشرح لم يجدنفعا معهم .فنحاول ان نلهيهم باللعب معهم او نمنحهم هواتفنا الخليوية ونحكي لهم الحكايات ونشاركهم في ألعاب لم نكن نظن يوما ان نقوم بها .وفي حال وجود الكهرباء يجلسون امام التلفاز ولكن عند انقطاعها يعاودون الشكوى ونعيد الشرح . إحداهن قالت :في الاسبوعين الاولين قام اولادي باستغلال الحجر المنزلي في مراجعة دروسهم ولكن ما ان انتهوا عادوا لحالة الملل وخاصة بعد صدور القرار الجديد بتعليق الدوام مرة اخرى . وسائل بديلة فيما عبر آخرون انهم يقضون الوقت في التحدث عبر الهاتف او وسائل التواصل الاجتماعي للدردشة والاطمئنان عن الاهل والاصدقاء بسبب الحجر الصحي . ام يزن ربة منزل :انا في الأصل اعشق الجلوس في المنزل وأعتبره مملكتي لذلك لم أتأثر كثيرا بحالة الحجر الصحي .والشيء الوحيد الذي اختلف انني كنت اقوم بأعمال المنزل والطبخ بمفردي اما في هذه الفترة اصبحت أتشارك مع عائلتي هذه النشاطات اليومية . فرصة من ذهب إحدى السيدات :الحجر المنزلي فرصة لربات البيوت لتحسين مهاراتهم في الطبخ وصنع الحلويات .وخاصة السيدات العاملات اللواتي لم يكن لديهن وقت لذلك . قربت افراد الاسرة من بعضهم البعض أحد الاصدقاء اعتبر ان حالة الحجر الصحي المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا قرب الأزواج من بعضهم البعض حيث أعطاهم فرصة جديدة للتعرف على بعضهم عن كثب بعد ان ابعدتهم ضغوطات الحياة وتسارع الايام والانصهار في المشاكل اليومية . تسالي وطهي وتسامر اسامة خضور .موظف :ان الملل والفراغ صنع الكثير وجاء الحجر الصحي بنتائج ايجابية حيث اعادت للأسرة مظاهر التآلف والتلاحم بين افرادها بعد ان كانت على حافة الانهيار .كما كشفت عن مواهب ومهارات كانت مدفونة او مؤجلة .وشخصيا أصبحت اتشارك مع زوجتي تفاصيل اليوميات المتعلقة بها او بالاولاد .اذ تمكنت من اصلاح الاعطال القديمة التي كنت مهملا لها .وكذلك المشاركة في الطهي والتنظيف وتعقيم المنزل .وعند العشاء ادخل الى المطبخ وأفاجأهم بطبق خفيف او اعداد تسالي ومقرمشات ونجلس سوية ونتبادل النكات والاحاديث وأحيانا نتابع فيلما مع العائلة عبر اليوتيوب في ساعات تقنين الكهرباء . الكورونا جاءت لتربينا من جديد إن أزمة الكورونا أحيت الروح الأسرية رغم الخوف والحذر الذي يسود الأجواء .بعد ان تأثرت سلبا بالتطور التكنولوجي .وعادت غرفة الجلوس مكانا لاجتماع الاسرة ومكانا للتسامر والحوار واللعب مع الابناء .فقد منحتنا كورونا الفرصة لادراك قيمة الاشخاص وقيمة العلاقات العاطفية والعائلية . سلام موسى معلمة : العائلات التي التزمت بالحجر الصحي جعلت كل شخص يمارس هواياته التي يحبها .إضافة الى ان الزيارات اصبحت شبه معدومة .كما ان التسوق الذي كان متعة وهواية لديى البعض وخاصة النساء أصبح مقتصرا على شخص واحد من العائلة لشراء الحاجيات الضرورية وفي أوقات محددة وبسرعة كبيرة مع حذر شديد .تفاديا لأي مخاطر لا تحمد عقباها .وبعد ان اصبح الحجر الصحي أمرا مفروضا وأمرا واقعا لذا يجب ان نتعامل معه ونستغله أفضل استغلال .وأفضل ما نقوم به هو التقرب من الله والدعاء والتضرع إليه كي يرفع عنا البلاء وينجينا من وباء كورونا العالمي .. إضافة الى تعقيم منازلنا وأشياءنا الخاصة .ولكسر الروتين يمكن ان يكون للقراءة او الاستماع للموسيقا دورا في راحة الاعصاب وتمضية الوقت .

سلاف زهرة

المزيد...
آخر الأخبار