“متحف سلمية للصور القديمة” في معرض لجمعية أصدقاء سلمية

 

* وتبقى لغة الذاكرة والتراث حاضرة من خلال صورة فوتوغرافية التقطت في حينها، وغدت الآن  كنزا ثريا، يسترجع من خلالها لحظات جميلة أو أماكن  عشناها أو عاشها  آباؤنا أو أجدادنا، تصور لباسهم، عاداتهم، أماكن عيشهم وكيف كانت، كما لاتخلو الصورة من ذكرى لأماكن أثرية وتاريخية.
كل ذلك نراه في معرض” متحف سلمية للصور القديمة الأول ” الذي تقيمه جمعية اصدقاء سلمية، بالتعاون مع مجموعة متحف سلمية للصور القديمة، في مقرها.
يضم المعرض خمسين صورة فوتوغرافية بالأبيض  والأسود ، تم الحصول عليها من الأهالي في المدينة  أو من قبل مصورين فوتوغرافيين في سلمية أو صور أرشيفية لمستشرقين وفدوا إلى المنطقة وقاموا بتصوير مدينة سلمية، يضم المعرض أيضا مجسما لقلعة سلمية التي كانت تقع في مركز المدينة.
عن الهدف من إقامة هذا المعرض ومايتضمنه من صور تحدث للفداء مصطفى رزق مشرف ومنظم المعرض فقال:
يقام هذا المعرض بهدف إظهار  الحركة  العمرانية بسلمية وتطورها، تاريخيا وعمرانيا وتراثيا، إضافة إلى أهم الأحداث  التي وقعت فيها( طبيعية وصنعية) خلال ستة عقود من الزمن، وتعريف زوار المعرض بتاريخ  المدينة للحفاظ على تراثها  من الاندثار.
يضم المعرض صورا فوتوغرافية لمدينة سلمية منذ تاريخ ١٨٩٥ وحتى ستينات القرن الماضي، ما فيها من بناء وآثار وتراث  ومدارس، إضافة إلى مجسم لقلعة سلمية( وهو من تنفيذي) التي كانت تتوسط مركز المدينة، عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، تعرضت للدمار أكثر من مرة جراء الكوارث الطبيعية أو الغزوات، مثل غزوة المغول، أو من الهدم  من قبل الناس، حيث تم تفكيكها من قبل السكان عبر فرمان من قائم مقام حماة آنذاك، للاستفادة من حجارتها في بناء بيوت حجرية بدلا من الطينية التي دمرتها السيول، ولم يتبق حاليا من القلعة سوى جزءا من السور من الجهة الجنوبية للقلعة.
شارك في تقديم الصور كل من  : الدكتور محمد صادق الدبيات، مصطفى رزق المصطفى، اسماعيل تامر، عروة فاضل، ثائر الضحاك.
بعض الصور من تصوير مستشرقين ( ألماني وسويسري وأمريكي) وبعضها بتصوير جوي عبر طائرة فرنسية لمدينة سلمية ومحيطها.
يعتبر هذا المعرض خطوة هامة ومحفزة ليكون لدينا متحف خاص  في مدينة سلمية، حيث هناك الكثير من الآثار  التي تعود للمدينة وريفها موجودة في متاحف حماة ودمشق ومعرة النعمان وغيرها، أو على الأقل وجود متحف خاص بالصور القديمة على غرار هذا المعرض.
* الباحث الجغرافي محمد صادق  الدبيات تحدث عن أهمية المعرض  فقال:
تأتي إقامة هذا المعرض في إطار  الحفاظ على تراث مدينة سلمية وإطلاع الناس عليه وعلى أهم الأماكن  الأثرية فيها وكيف كانت.
الصور الموجودة جميلة تعود بالذاكرة إلى تاريخ المدينة وكيف كانت الأبنية  ، والزائر للمعرض يسر برؤية  هذه الصور.
بدأنا بتجربة متحف سلمية للصور القديمة عبر الفيسبوك للحصول على صور، وتم دعوة الناس لمن لديه صورا قديمة للمدينة  والسكان والعائلات والمناسبات الاجتماعية، أي التراث المادي واللا مادي، وهذه الصور تعتبر تراثا ماديا للمدينة، وتصبح مصدرا أرشيفيا تاريخيا للدارسين.
استطعنا الحصول على بعض الصور عن طريق الانترنيت والمؤسسات  الدولية التي تحوي هذه الصور وخاصة من جامعتي( برلين وبريستون)، إضافة إلى صور لمستشرقين أو رحالة أو آثاريين زاروا المدينة وقاموا بتصويرها شخصيا.
هذا المعرض هو الأول من نوعه، وهو بادرة جيدة لإقامة  معرض أوسع وأشمل ، وربما هناك صورا عديدة محفوظة لدى الأهالي أو لدى المصورين القدامى، والأهم هو وجود متحف وطني في سلمية يحوي تراث هذه المدينة المادي واللا مادي.
اهم الصور التي يضمها المعرض فهي صورة جوية لمدينة سلمية وصورا أخرى للبيوت قديما، والأهم الأماكن الأثرية مثل قلعة سلمية، الحمام الأيوبي، دار الحكومة( السرايا القديمة)، المركز الثقافي القديم، نادي عدنان المالكي الرياضي، الثانوية الزراعية، قلعة شميميس، مقام الخضر، إضافة إلى ساحة المدينة وكراج آل عباس، السينما، حركة السوق، طلاب المدارس، الأعراس وغيرها.
على هامش المعرض قدم فريق مؤسسة الآغا خان  للخدمات الصحية خدمة قياس الضغط للزوار بهدف الاطمئنان على صحتهم.
يستمر المعرض لمدة سبعة أيام.

سلمية .. نصار الجرف

المزيد...
آخر الأخبار