الصالونات الأدبية والثقافية في سلمية غالب: كل منها نبتة ، لكن من يرعاها ليس بزارع خبير

 

*يبقى الأدب والثقافة والفكر هم الهاجس الأول في سلمية، مهما تعددت وتفاقمت الظروف، حيث تشكل الثقافة نهرا لاينضب ومعينا أساسيا للفكر، بكل أنواعه ومشاربه.
وفي كل حين يولد منبر ثقافي أو أدبي جديد ، يضاف الى سابقيه، ليشكلوا رافدا أساسيا وهاما لما نعتبره مجازا ( نهر الأدب) وهو المركز الثقافي، لتعدد أنشطته وفعالياته كما ونوعا، وبحكم مكانته واستيعابه، إلا أنه  هذا الأخير، أي المركز الثقافي، لم يعد الملاذ الوحيد للفكر والأدب في سلمية، بل خلقت نواد وصالونات وملتقيات، شكلت بأنشطتها وفعالياتها المتنوعة داعما أساسيا للفكر والثقافة عموما، بل ومنافسا أحيانا، حيث نجد  في مدينة سلمية  مايزيد عن عشرة منابر ثقافية هي ( صالون محمد عزوز الأدبي، اللجنة الثقافية لمجلس المدينة، جمعيتي العاديات وأصدقاء سلمية، صالون سلمية الثقافي، الهلال الأحمر،  جمعية المسنين، نادي أصدقاء اتحاد الكتاب في سلمية، ملتقى شعراء سلمية، أسرة البيت العتيق، جمعية التنوير، ومؤخرا الرواق الثقافي المعرفي)، وكل واحد من هذه المنابر يختص تقريبا بنوع أو نوعين من الأنشطة، مايشكل استقطابا نوعيا لكل منها، فمنها ما يختص بالشعر والقصة ، ومنها بالمحاضرات والحوارات، أو المسرح أو الفن والموسيقا وهكذا.
هذه المنابر كلها تشكل لوحة فسيفسائية ثقافية وفكرية  وأدبية، تتسم بها مدينة سلمية وتميزها عن غيرها من المدن.
الشيئ الإيجابي من وجود هذه الملتقيات، أنها تشكل فرصة وحافزا لتشجيع المواهب الشابة للظهور على المنبر وتعريف الناس بها، كما أنها فرصة للكبار من الأدباء لإطلاع جمهورهم النوعي على الجديد مما خطته أقلامهم كل في مجاله.
ولكن… ثمة ملاحظات سلبية على عدد من هذه المنابر أنها أفسحت المجال لكل من هب ودب أن يعتليها ويلقي ماعنده، ولكنهم في الحقيقة بعيدون  كل البعد عن اي نوع أدبي يمكن تصنيفها به، شعرا أم نثرا أم قصة أم غير ذلك.
ولكنها رغم كل ذلك، أي المنابر تبقى فسحة للتنفس الثقافي والفرجة والمتعة، وتبقى  روافد أساسية لنهر الثقافة والفكر في سلمية.
* الأديب مهتدي غالب، مدير  نادي أصدقاء اتحاد الكتاب العرب في سلمية، أدلى بدلوه للفداء حول هذه  المنابر الثقافية فقال:
الثقافة هي روح المجتمع وأمل الانسان، والظواهر الثقافية المجتمعية مهمة وضرورية، عندما تكون وسيلة لغاية يحملها صاحب المشروع الثقافي لا أن تكون هي الغاية، وبالتالي تصبح عقيمة وعاجزة عن أن تاخذ دورها المجتمعي والانساني.
وماحصل في السنوات الأخيرة في سلمية، هو أن الثقافة أصبحت زيا أو موضة تنتشر في المقاهي والكفتريات، وتحاول أن تكون ثقافية، لكنها مجرد جلسات تمظهر ونفخ في ريش بعض أنصاف او ارباع كتبة، فيصبحوا طواويسا لا تقبل الآخر، وتعتبر نفسها وحدها ممثلة للثقافة والإبداع.
وأغلب الملتقيات في سلمية نمت خلال توقف المركز الثقافي للترميم، وتوقف مشاريع ثقافية مهمة رعتها الجمعيات الأهلية في سلمية، إلا أنها بدأت تتوقف وتغيب مشروعا تلو الآخر، ومع غياب دورها ظهرت هذه الملتقيات كتعويض ثقافي عن هذا التوقف، إلا أنها كانت تتزايد كلما اختلف مشرفوها، الذين لا يملكون مشروعا ثقافيا، بل مقهى اجتماعيا بلافتة ثقافية، ومن هنا فشلت أن تعطي ثقافة أو تنمي موهبة.
مع الإشارة لملتقى واحدا حقق نجاحا لا يمكن إنكاره وهو صالون سلمية الثقافي.
هذه الملتقيات او الصالونات كل منها نبتة ، لكن من يرعاها ليس بزارع خبير، وبالتالي تنمو الأعشاب الضارة حولها وتطوقها بالأشواك واليباس وتخبو أزهارها قبل أن تثمر.
سلمية نصار الجرف

المزيد...
آخر الأخبار