لم تغب مظاهر العيد والإستعداد له عن مدينة سلمية على الرغم من الحالة المعيشية الصعبة المتزامنة مع الإرتفاع الجنوني لأسعار البضائع وانخفاض القدرة الشرائية ، إلّا أنّ الأهالي فيها مستمرون بالبحث عن بصيص من الأمل والسعادة لرسم ضحكة على وجوه أطفالهم ..
سواء سيتجسد ذلك في شراء مستلزمات العيد من حلوى وملابس جديدة أو ارتياد الأماكن الترفيهية من حدائق عامة أو مدينة الملاهي .
الفداء جالت في أسواق المدينة للإطلاع على مظاهر العيد..ففي الساحة العامة تجد الباعة يفترشون باقات الرياحين ..
والشوارع المكتظة بالناس المتجهين إلى الأسواق المعروفة بالمدينة كشارع الثورة المشهور ببضاعته الشعبية المتنوعة ،وعربات متوزعة هنا وهناك لبيع الملابس والحلويات ، هذا السوق يرتاده عدد كبير من أهالي المنطقة بالإضافة إلى الزبائن القادمون من الأرياف المجاورة . فيه الكثير من متاجر لبيع الجملة والمفرّق من خُضار وملابس وبأسعارٍ أرخص من غيرهم مقارنة بباقي أسواق المدينة .
أسعار تباينت من سوق إلى آخر ومن محل لآخر ..
عدد من الأهالي أكدّوا أنّ الأسعار خيالية بالنسبة للبضائع ،وقدرتهم الشرائية محدودة هذا العام بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية ، ولايخف على أحد أنّ القدرة متباينة على الشراء بين السكان .. فتعمّد البعض لشراء القليل من مستلزمات العيد وبالشيء المحدود .
وشريحة أُخرى قصدت السوق لشراء الملابس الجديدة وحلوى العيد من كعك وبقلاوة .
الضيافات التي كانت في تتسابق بصنعها النسوة غابت عن البيوت لإرتفاع سعرها ..
تقول إيمان وهي إحدى العابرات في السوق التقيناها تشتري كمية قليلة من الضيافة ” الوضع مُزر وبالكاد نؤمن لقمة العيش فيما سبق يتم التحضير للعيد قبل أسبوع وبكمياتٍ كبيرة ، أما الآن أصبحنا نشتري الحلويات بالقطعة بعد أن وصل ثمن كيلو كعك العيد السادة إلى 25 ألف ليرة .
وتقول فاطمة وهي أم لثلاثة أطفال ” اكتفيت بشراء قطعة ملابس لكل واحد منهم ،فالأسعار نار كاوية .
والكثير ممن التقيناهم ردوا بإمتعاضٍ كبير بقولهم ” أيّ عيد هذا ،لا عيد ولاهم يحزنون ، نسينا السعادة وكل شي يتعلق بها ،وبالكاد نؤمن مصروف يومنا .
وحول الإجراءات المتخذة لسلامة المواطنين خلال فترة العيد فقد أكد مصدر من مديرية المنطقة أنّه سيتم توزيع دوريات ليلية ونهارية بالأماكن المزدحمة ومراقبة السوق ، بالإضافة إلى تنظيم السير واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال حدوث أي خلل ما ،مع متابعة شكاوي المواطنين على مدار الساعة.
أما فيما يخص عمل الأفران الفداء تواصلت مع إياد يازجي مدير الفرن الآلي في سلمية الذي بيّن أنّ عمّال الفرن مستمرين بالعمل طيلة فترة عطله العيد بإستثناء اليوم الأول الأربعاء ، موضحاً بأن العمل سيتم دون توقف لإنتاج الرغيف وايصاله للمواطنين بأفضل جودة ، عن طريق الناقلين والمعتمدين ضمن المدينة.
لافتاً إلى أنه رغم الصعوبات التي يواجهها العامل بالفرن ،إلا أنهم يعملون دون كلل أو ملل لتخديم المنطقة وريفها .
حماة – يارا ونوس
تصوير :حسان نعوس