….
تزامناً مع الارتفاع الجنوني لمواد البناء ، ارتفعت إيجارات المنازل والشقق السكنية في مدينة حماة و أريافها بشكل كبير، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي طالت كل شرائح المجتمع و بالدرجة الأولى ذوي الدخل المحدود ” الضحية” لم يعد المواطن قادراً على استئجار غرفة صغيرة، في أحياء المدينة بسبب الارتفاع الخيالي لإيجارات البيوت.
” الفداء” التقت عدداً من أصحاب المكاتب العقارية واستطلعت آراءهم و المستأجرين، لمعرفة أسباب هذه المشكلة التي تخص فئة واسعة من المجتمع كطلاب الجامعة و الموظفين في المدينة والمهجرين والمتأهلين حديثاً و لا يستطيعون بناء أو شراء منزل.
أحد اصحاب المكاتب قال: عدد كبير من المواطنين يضطرون للسكن في المدينة رغبةً منهم بالقرب من مكان عملهم في فترة تخف فيها وسائط النقل بين الريف والمدينة،لكن الارتفاع الخيالي لأسعار العقارات يمنعهم من الشراء، فالإيجار هوالحل الأسرع، وتتفاوت قيمة إيجار البيوت من منطقة لأخرى وكذلك بين الريف والمدينة، وقد تتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ألف ليرة، وبعض الأحياء كحي المدينة والبعث والبرناوي و الشريعة وصل إيجار البيت فيها ما بين ٥٠٠ ألف و المليون ليرة بالشهر الواحد، و يبقى الإتفاق بين الطرفين المالك والمستأجر.
في لقاء مع أحد المستأجرين قال: كل الجهات المعنية بالموضوع تحاول سلب جيوب المستأجر و كأنه وقع على كنز، متناسين أنه لو لم يكن مضطراً لما استأجر منزلاً ، فمثلاً عمولة المكتب على المستأجر و يدفع قيمة الإيجار لمدة ثلاثة أشهر مقدماً لصاحب المكتب العقاري الذي تمت عملية الإستئجار عن طريقه ، بالإضافة إلى رسوم العقد في البلدية أيضاً على المستأجر و فاتورة الكهرباء و المياه.
صاحب أحد المكاتب والذي تبين أنه متعاطف مع المستأجرين قال: أصحاب المنازل والبيوت يطلبون سعراً خيالياً ، فمثلاً أحد المؤجرين طلب قيمة الإيجار كل شهر ١٥٠ ألف ليرة ، وبعد أيام قليلة اتصل وقال ارفع الإيجار إلى ٢٠٠ ألف ليرة،و من يستطيع دفع هذا المبلغ في هذه الظروف المادية الصعبة،و آخرون طلبوا إيجار بيوتهم ٣٠٠ و ٥٠٠ ألف ليرة.
صاحب مكتب عقاري آخر قال: الارتفاع الجنوني للأسعار وبقاء الراتب على حاله جعل الوضع مأساوياً جداً، فسعر الطن الواحد من الحديد ١٢ مليون ليرة، وطن الإسمنت أكثر من مليون ليرة، ما زاد على سعر متر البناء وتكلفته وهذه حجة المؤجرين لرفع إيجارات البيوت والمنازل.
مستأجر آخر قال: أنا استأجرت منزلاً مساحته ١٠٠ متر بمبلغ ٣٠٠ ألف ليرة كل شهر مؤلف من ٣ غرف وصالون، وتم الاتفاق مع صاحب البيت على تأمين المياه لكني أعاني كثيراً من نقص المياه، علماً أن في نفس الحي منازل إيجارها ٢٠٠ ألف ليرة فقط ، وبمواصفات أفضل و لكنني مضطر للبقاء فيه لعدم توافر بيوت للإيجار.
ومن جهته عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن و الإسكان في المحافظة المهندس مجيد البرشيني بيَّنَ “للفداء” أن سبب ارتفاع إيجارات البيوت هو ارتفاع مواد البناء والتكلفة الباهظة لبناء منزل أو تجهيزه، فلا يعقل أن تكون تكلفة منزل أكثر من ٥٠٠ مليون ويؤجر بسعر رخيص على سبيل المثال، والغلاء المعيشي جعل المستأجر غير راض و المؤجر غير راض أيضاً .
وأوضح أن الحل هو إعادة الجمعيات السكنية والتعاون السكني، والسكن الشبابي والتوسع في المخطط التنظيمي والعمراني لمدينة حماة، و بناء وحدات سكنية استثمارية من قبل مجالس المدن وتأجيرها بأسعار رمزية.
حيدر أحمد