بين السندباد البحري… وابن بطوطة ؟!

كتابان هامان كانا محور كتاب القصة في مناهجنا التربوية في مادة اللغة العربية قبل اربعة عقود ونصف، وتحديداً في الصفين السادس الإبتدائي والأوّل الإعدادي..
(رحلة السندباد البحري ) كتاب رشيق وشيّق يجمع بين الإثارة والخيال ،وحبّ المغامرة بإسلوب ممتع يجذب القارئ، فكيف اذا كان من الفتيان واليافعين ..
رحلة تجمع بين المغامرة والأسطورة ،بين المتعة والفائدة، يتنقل خلالها السندباد قاطعاً الأفلاك والجزر، متنقّلاً بين الأمم والشعوب مبرزاً عاداتها وتقاليدها في شتّى ميادين الحياة، في الزراعة والصناعة والتجارة ،في العادات والتقاليد، في الحياة والزواج والموت …
تستمد قصة السندباد البحري احداثها وتفاصيلها من قصص ألف ليلة وليلة، ويكون فيها السندباد بحاراً عربياً يعشق المغامرات ويُحب الإبحار وركوب المخاطر والبحث عن كل ما هو جديد، ويخوض العديد منها ينجح في بعضها ويخفق في بعضها الآخر، ««وتأتي هذه القصة كسلسلة من الحكايات التي يقصها السندباد البحري على الهندباد -الحمّال- ليعرض له ما تحمّله من مشقة وعناء مرَّ بهما أثناء مغامراته حتى يجمع الثروة الطائلة التي ظنّ الهندباد أنها أتته بلا جهد أو تعب، وقد كتب هذه القصة الكاتب والأديب المصري كامل الكيلاني الذي توجّه في أدبه للأطفال وخاطبهم عبر الإذاعة، وأنشأ أول مكتبة للأطفال في مصر.
بدأت قصة السندباد عندما قرّر الإبحار مع عمه علي الذي أحضر له طائراً متكلماً اسمه (ياسمينة)، فتوالت المغامرات التي شهدها السندباد، حيث كان أولها هبوط البحارة بما فيهم السندباد وعمه على ظهر حوت ضخم ظنوا أنه جزيرة، فأشعلوا النار فوق ظهره، مما أدى إلى حركته وسقوط من عليه في البحر وغرقهم، إلا أنَّ السندباد استطاع النجاة بفعل قطعة خشبية قادته إلى جزيرة نائية مع عصفورته المتكلمة ياسمينة، والتي كانت في الأصل أميرة حوَّلها المشعوذون إلى طائر، وحوّلوا والديها إلى نسور بيضاء.»
.
اما كتاب « رحلة ابن بطوطة » هو كتاب كان مقرّراً في الصف السابع (الأول الإعدادي) ضمن منهاج اللغة العربية عام 1976 وتم الغاؤه في العام التالي ليحل مكانه كتاب كليلة ودمنة لابن المقفّع، اما« رحلة ابن بطوطة » فهو كتاب «تحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، يتحدث بلغة مبسطة مستساغة من قبل الناشئة، يتحدث بإسلوب شيّق عن البلاد التي زارها حيث استمرت رحلاته ثلاثين عاماً، وصف أهلها وحكامها وعلمها، والألبسة ،انواعها، ألوانها ،أشكالها ، نوع المسكن وطرازه ، الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها،أمر السلطان أبو عنان المريني بتدوين هذه الرحلة واختار لذلك فقيها أندلسيا التحق ببلاط بني مرين وهو ابن جزي الكلبي، وتم تدوين وقائع وحيثيات هذه الرحلة في مدينة فاس بالمغرب سنة 756 هـ. وقد تُرجم هذا الكتاب إلى عدة لغات مثل البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، وتُرجمت فصول منه إلى الألمانية.»
متعة لا يجاريها متعة ونحن نجوب مع معلمّنا ومدرّسنا عوالم جديدة وامصار متعددة ومتنوعة عبر رحلتي السندباد البحري وابن بطوطة ،إطّلعنا خلالها على بلدانٍ جديدة بكل ما تحتويه من غنىً وتنوع، إطلعنا على ادق التفاصيل الحياتية، من عادات وتقاليد لتلك الأمم والشعوب …
كنا نجد متعة حقيقية عندما يصحبنا المعلم في رحلة مع السندباد البحري، او رحلة ابن بطوطة، نحاول جاهدين الغوص في التفاصيل فنكثر من الأسئلة، علّنا نجد إجابات وتفاسير لما يجول بذهننا ونحن في مرحلة هامة من طفولتنا ….معها سرح خيالنا، ومن خلالها طفنا في بلاد الله الواسعة، حفّزتنا على البحث والإستكشاف وحبّ الإطلاع ،لقد كانت تلك الكتب، القصص، المغامرات بواباتنا المفتوحة إلى آفاق المعرفة والثقافة التي لا تنتهي.
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار