في كل لقب قصة

تعتبر الألقاب إشارة صغيرة أو اختصار شامل لإنجازات كبيرة قد تكون هذه الإنجازات مفيدة وقد تكون ضارة بينما يبقى اللقب الذي عرف به صاحب الإنجاز هو اختصاص وعنوان بسيط يحكي حكايات الإنجاز بكل اللغات.
الكثير منا عزيزي القارئ يعرف قصة شخص ما وتاريخه مجرد أن يطرق مسامعه اللقب الخاص بهذا الشخص فمثلا كأن نقول(الملاك الأبيض) هو لقب لكل ممرضة وممرض يهب نفسه ووقته وراحته رغم تعبه لأجل راحة المريض فيبقى متحليا بابتسامة رقيقة مريحة لطيفة ومعاملة طيبة ليبقي على المريض هدوءه وتفاؤله وراحته النفسية والجسدية.
هناك الكثير من الأدباء والشعراء حصلوا على ألقاب غريبة إن لم أعرف قصتها ستبقى مبهمة وغريبة بالنسبة لي.. فالأديب المصري طه حسين لقب بلقبه الشهير (عميد الأدب العربي) ولهذا اللقب قصة تقول أن طه حسين عندما عينته الحكومة المصرية عميدا لكلية الآداب بجامعة القاهرة فور عودته من فرنسا وهو يحمل شهادة الدكتوراه طلبت منه الحكومة منح أربعة من أقارب رئيس الوزراء اسماعيل صدقي في ذلك الوقت الدكتوراه الفخرية فما كان من طه حسين إلا أن يرفض لأنهم سياسيون وليسوا علماء أو مفكرين فعاقبته الحكومة بفصله من منصبه ومن جميع الوظائف الحكومية فثار الطلاب والمثقفون لما حدث من ظلم لطه حسين ومنحوه لقب عميد الأدب العربي.
أما لقب السبيلجي ولقب أبو السرد فكان لشخص واحد فالسبيلجي نسبة لجده ناظر السبيل (الكُتّاب) وأبو السرد لقب أطلقه عليه الأدباء في مصر وذلك لإسهاماته المتعددة في طريقة سرد الروايات العربية، تعدّدت الألقاب والأديب واحد هو الروائي نجيب محفوظ.
(رائد الأمن الثقافي) لقب أطلقه الأديب توفيق الحكيم على الكاتب يوسف السباعي وذلك بسبب دوره في أخذ موافقة الرئيس جمال عبد الناصر على إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حيث طلب الكاتب إحسان عبد القدوس تقديم المشروع بدلا منه خوفا من رفض عبد الناصر الفكرة من إحسان.
أما(الولد الشقي) فهو اسم للسيرة الذاتية التي ألفها الكاتب الساخر محمود السعدني عن نفسه ولكنه لم يكن يدري أن هذا الاسم سيكون لقباًدائما يرافق السعدني أينما كان.
والقائمة تطول كثيرا بالألقاب العجيبة الغريبة التي أطلقت على أصحابها لأسباب أعجب وأغرب… وتبقى العجلة تدور والإنتاج مستمر..

كنانة ونوس

المزيد...
آخر الأخبار