رخص البناء وارتفاع الرسوم

لاشك أن قانون ترخيص البناء حضاري بمجمله من حيث التقيد بوجائب البناء والابتعاد عن المرافق الخدمية الحكو مية وفق نظام الضابطة والامر الآخر إعطاء مظهر جمالي للبناء المراد إشادته وفق النظام الحديث و…هذا كله كلام جميل ولاغبار عليه ولا تشوبه شائبة ..ولكن الملاحظ أن هذا القانون لم يراع الأرياف التي يجب التعامل معها حسب واقعها الراهن (حسب تصنيفها درجة ثانية او ثالثة او رابعة وهكذا…)لا ان تعامل كمراكز المدن التي لها اعتباراتها الخاصة من حيث الاهمية ودرجة التصنيف…

فليس من المعقول ان يتم حساب المتر الواحد من البناء التجاري في الريف امثاله في المدينة لأن العائدية المادية كمدينة يكون أضعاف البناء التجاري في الريف وكذلك البناء السكني المنجز في المدينة ليس كثمن البناء في الريف وقس على ذلك حتى بين كل مدينة وأخرى فمثلا في مدينة حماة يختلف الوضع عنه في العاصمة او في مدن اخرى ..
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن رسوم البناء يجب أن تختلف من مدينة لاخرى وليس بنفس السوية لأن المواطن بشكل عام اكتوى بنار الغلاء الذي طال كل القطاعات ولا ينقصه زيادة أو ارتفاع بالرسوم والضرائب التي أنهكته ولم يعد قادرا على دفعها في ظل الأزمة الراهنة والارتفاع غير المسبوق في تاريخ بلدنا بالأسعار..
إن المواطنين في هذه الظروف يعانون من ارتفاع رسوم رخص البناء بشكل كبير وحتى أن الرخص التي انتهت مدتها نتيجة عدم قدرته خلال الفترة المسموحة بها وهي 3سنوات و2 سنة تمديد تحتاج إلى إعادة تجديد يطلب من المواطنين دفع رسوم أكثر من 1800 ليرة للمتر المربع مع وجود ضرائب أخرى تضاف إلى هذه الرسوم كلها تنهك المواطنين ماديا إذا مااراد احدهم التفكير ببناء حتى غرفة واحدة في ظل ارتفاع جميع المواد الداخلة في إتمام عملية البناء التي أصبحت من الصعب الإقبال عليها.
مايتمناه المواطنون ونحن منهم النظر برسوم قانون البناء وحتى رسوم تجديد الرخص المنتهية لأن كثيرين لم تساعدهم ظروفهم المادية البناء وفق الفترة المحددة وبالتالي اضطروا لتأجيلها وحاليا يريدون التجديد فيتفاجؤون بارتفاع قيمة هذه الرسوم من قبل نقابة المهندسين
إن تخفيض قيمة الرسوم ضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة ولما يعانيه المواطن من غلاء فاحش لاقدرة له عليه ورأينا فإن النقابة قادرة على ذلك من خلال دراسة حقيقية وتشخيص الواقع الذي يعيشه هذا المواطن الذي ذاق الأمرين في هذه الايام والذي يجب على نقابة المهندسين أن تكون له عونا في ذلك.
محمد جوخدار.

المزيد...
آخر الأخبار