حقق محمد الأشقر و هو شاب من ذوي الهمم نجاحا متقدما في الشهادة الإعدادية ، متغلبا على كل المصاعب و العقبات التي تمنع التقدم في أي مجال من مجالات الحياة ، لأنه أيضا بطل من أبطال تحدي القراءة على مستوى سورية حيث تقول والدته انتصار نيوف : محمد من مواليد 1/1/2008 تعرض للإصابة بنقص اكسجة أثناء الولادة وفقا للتشخيص الطبي هو مصاب بشلل دماغي رباعي جزئي في الطرفين العلويين وكلي في الطرفين السفليين
غير قادر حتى على البلع ، وعلى الرغم من ذلك اتبعت معه سلوكيات تمكن من تأهيله إذ لم يكن قادرا على الجلوس أو تكرار الاصوات كغيره من الأطفال في نفس عمره ، تعلمت المعالجة الفيزيائية و كان العمل متواصلا ليلا نهارا حتى وهو نائم لتنشيط العضلات و الأعصاب قدر الإمكان ، كان العمل على المهارات الجسدية و الفكرية في آن واحد حيث يتم تعويد محمد على القيام بما يقوم به الاطفال في سنه من مهارات حركية و فكرية ، و كانت النتيجة بأن استطاع محمد تحويل الإعاقة إلى تفوق و تميز ، أما مديرة المدرسة آنذاك سوسن شتيان قالت : الاعاقة هي حافز وتحدي وليست عقبة ، تجربة محمد فؤاد الاشقر تجربة خاصة يمكن ان تكون خطة عمل لكل ذوي الهمم ، فرغم إعاقته الحركية كان يواظب على الدوام ولا يغيب يوما طبعا برفقة والده الذي يسانده بصعود الادراج و الوصول الى مقعده كنت اعتبر محمد ابنا لي و قدمت كل يمكنني أن أقدمه من تسهيلات ليتمكن من الوصول الى صفه و طيلة فترة الدوام التي تستمر ست او سبع حصص يوميا من مساندة و مساعدة و دعم و تواجد بالقرب ،ووجهت الكادر للتعامل بشكل تحفيزي مع هذه الحالة الخاصة كما وجهت رفاقه في الصف ليكونوا معه و يساعدوه اثناء دوامه ، و رأيت بريقا في عينيه و لمعة ذكاء و حبا للتحصيل العلمي فعملت انا والكادر على تحفيزه و تشجيعه و دعمه نفسيا و معنويا ، و كمبادرة مني بعد صدور نتائج مذاكرات الفصل الأول ، كرمته بشهادة تقدير على جهوده و تميزه و كان لهذا التكريم اثر الضوء في الغرفة المظلمة فاستفزت هذه المبادرة امكانياته المكنونة ، بالنهاية هذا الانجاز هو حاصل تعب و جهد و عناية واهتمام من قبل والدته انتصار نيوف و والده فؤاد الاشقر الباشا و إخوته و من سانده في المدرسة من معلمين و مربين و زملاء دراسة ، هنا استمعنا إلى محمد حيث قال مع ابتسامته الدائمة : شعرت بالفخر عندما حققت تفوقا في شهادة التعليم الأساسي ، حتى وأنا مختلف عن أقراني ، فإعاقتي لن تمنعني من تحقيق التقدم دوما ، و طبعا أي تفوق أو تقدم لا يتم إلا بمساعدة و مساندة من حولي ، فأهلي لم يقصروا بأي احتياج ، و زملاء المدرسة كذلك الذين أحبوني بسبب توجيهات المعلمة مرفت عدرة في المرحلة الابتدائية ، و المعلمة سوسن شتيان التي كانت بجانبي دوما ، و أخيرا أتمنى التفوق و الخير للجميع .
شريف اليازجي