كان الصوت عالياً والنقاش محتداً…
لم تستطعْ السيطرةَ على نفسها حتى أجهشت بالبكاءِ وهَمت دمُوعها..
حوار خرج عنوةً عن مساره مع صديقة عمرها التي أخذت من البحر زبدَه ملقيةً بحمولتها البارودية على شاطىء صخريّ أدمت شظاياه روحاً متعبة لتقف مذهولة أمامها ..و حروف كلماتها الملتهبة الحارقة تُلهب المكان والزمان ..
دافعت عن نفسها و بين مد وجزر ..سقط الحوار
وتشبث كل منهما برأيه لتتقاذف الأمواج مركبهما
أرادت منها فقط أن تصغي لنزيف روحها ..فهربت منها مفردات عبثية لكن تلك اعتبرتها إقلالاً لمكانتها أو احترامها..قد تكون
مفردات عفوية خرجت دون استئذان صاحبها ليقين داخلي أنه لاحواجز بين صديقتين روحهما واحدة..لكن حينها تيقنت أنهما
أنهما روحان ..وفكران وفؤادان..فلايمكن لغيرك أن يكون أنت
انسحبت بهدوء..مسدلة ستار خيبتها المحاكة بكل تفاصيل صداقتهما..
..فتشت في زوايا ذاكرتها لتعيد اللوحة الوردية لعلاقتهما..
تجاذبات كثيرة ومؤلمة..لم تستطع بعدها الصمود فأوت إلى فراشها مستسلمة لريح الخذلان تعصف بكيانها
أغمضت عينيها لتمحو اللوحة المؤلمة التي رسمتها لرفيقة الدرب..والتي حفرت أخاديدا في فؤادها.. المضنى..لتستيقظ على صوتها ..
لاعليك ياصديقتي..كانت سحابة صيف.
شذا الصباغ