اضطر معظم المرضى بسبب ارتفاع أسعار الدواء إلى التحايل في استخدامه ،رغم أن ذلك يشكل خطراً يهدد حياتهم ،وخاصة كبار السن من المتقاعدين بسبب تدني رواتبهم التقاعدية ، وعدم استفادتهم من بطاقات التأمين الصحي ،واصبح أكثرهم يختصر وصفة الدواء الى نوع واحد أو اثنين من الدواء الاكثر ضرورة ،والاستغناء عن بقية الوصفة ،والاكتفاء بجرعة واحدة بدل اثنتين ،كي تكفيهم بقية الشهر ،و شراء ظرف دواء بدل علبة كاملة ،الامر الذي يسبب تراجعا واضحا في صحتهم وخاصة مرضى القلب والسكري.
أغلب الصيادلة في سلمية أكدوا أن نسبة قليلة من المرضى يشترون الوصفة كاملة ،وبعضهم يشتريها بالتقسيط ،واصبحنا نبيع بالظرف الواحد .وعلى هذا الأساس تراجعت مبيعاتنا هذا العام بشكل ملحوظ ،كما أصبح معظمنا كصيادلة نخفف من شراء المتممات الغذائية ،وادوية البشرة والكريمات ،والحفاضات والكماليات الأخرى ، وبسبب غلاء الأدوية أصبحت الأولوية لأدوية الأمراض المزمنة ،والمسكنات والصادات الحيوية ،و نعاني من غياب الأدوية النوعية ،كبعض انواع مضادات الالتهاب ،والادوية الهرمونية ، وادوية الغدة والاورام .
أحد الصيادلة أوضح أن السبب يعود إلى جشع شركات الأدوية ،والتي تضع الحكومة بمأزق رفع السعر أو التوقف عن الإنتاج ..والحل يكمن في وضع سوق منافس لجميع المنتجات المحلية من حيث منافسة على الجودة ، وخلق منافسة بين المنتج المحلي والمستورد ،على حساب الجودة والسعر بهدف حماية المستهلك.
سلاف زهرة