الهلال الأحمر العربي السوري بحديث خاص ( للفداء ) : تثبيت الزواج والنسب وحالات المكتومين

مرت سورية خلال العشر سنوات الماضية بظروف صعبة نتيجة الحرب ، وكانت من أهم النتائج السلبية الاجتماعية هي حالات المكتومين ، ويقصد بها كل ولادة لم تسجل ضمن المدة القانونية التي حددها المرسوم التشريعي رقم  26 لعام 2007 ب 30يوما،وهي ولادة مكتومة .
وقد كانت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري حاضرة ، حيث كان لها الدور الأكبر في تثبيت نسب هؤلاء الأطفال  ،من خلال وجود قسم الخدمات القانونية فيها ، وكان للفداء لقاء حصريا مع المحامي فادي عبود منسق الفريق القانوني في محافظات (حماة ، ادلب ، الرقة ) لإلقاء الضوء على الخدمات القانونية للمنظمة ،وما قدمته لحل المشكلات والمعوقات .
بداية استفسرنا عن فكرة  وجود قسم الخدمات القانونية في الهلال الأحمر العربي السوري ، أهميته والهدف منه؟
“منذ منتصف عام 2015 أحدثت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قسم للخدمات
القانونية  المجانية في مشروع الدعم الإنساني و بالشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، لمساعدة المتضررين من الأزمة السورية من خلال تقديم خدمات مجانية تنعكس استقرارا على الأسرة والفرد ، وقد انحصرت الخدمات في مواضيع الأحوال الشخصية والمدنية المحددة ، مثلا سيدة لديها 5أولاد توفي زوجها ولم تثبت زواجها منه وتسجيل أولادها لتحصل على دفتر عائلة وبيانات أسرية لأولادها ، مما يسهل عليها الانتقال والحصول على المساعدات الإغاثية والطبية والتعليمية وغيرها .
هنا يأتي دور محامو قسم الخدمات  القانونية الذين يقدمون كل تلك الخدمات بالتعاون مع الجهات المختصة من محاكم ودوائر أحوال مدنية وغيرها .”
موضحا لنا قيام قسم الخدمات القانونية بنشر التوعية القانونية من خلال جلسات التوعية لمواضيع قانونية ترتبط بالأسرة ، كأحكام الزواج وتثبيت النسب وضرورة الحصول على الوثائق الشخصية وغيرها .
ماهي المواضيع التي يتم التركيزعليها في جلسات التوعية تلك ؟
“لقد أولى قسم الخدمات القانونية منذ استحداثه في المنظمة موضوع التوعية أهمية بالغة فنشر الوعي يجنب المستفيد الوقوع في المخاطر ، لذلك تم تحديد المواضيع التي ترتبط بالخدمات القانونية المجانية والتي لها علاقة مع الاحتياج الفعلي للفئة المستهدفة .
من هنا وبعد دراسة لكل منطقة على حدا ولكل تجمع سكني لنازحين أو مضيف وتقييم الاحتياج القانوني يتم التركيز على مواضيع بعينها لنشر الوعي القانوني الذي حددته القوانين والأنظمة المرعية في الجمهورية العربية السورية .”
ماهي آلية عملكم في موضوع تثبيت الزواج والنسب( المكتومين) وهو ضمن عمل المنظمة لحفظ النسب وحقوق الزوجة والأطفال ؟
“موضوع تثبيت الزواج والنسب من أهم الخدمات القانونية ، ولعل المستفيدين منها القاطنين في المناطق الداخلية في سورية وتجمعات النازحين في المحافظات السورية ،والعائدين في حين أن المناطق التي شهدت استقرارا بفترة الأزمة لم تعاني من عدم تسجيل الزواج .
لكن الفئات النازحة قد عانت الانتقال من مناطق متضررة ومن صعوبة التسجيل ، لذلك من المهم تقديم الخدمة لهم ونشير إلى أن أعداد الأسر التي استفادت من تثبيت زواج ونسب أولادها تقدر بالآلاف .”
ليؤكد الأستاذ فادي على أن” هناك تعاون مع جهات رسمية وجمعيات محلية  لإنجاز العمل ،حيث قال :”إن قسم الخدمات القانونية ينسق مع باقي مشاريع وأقسام منظمة الهلال الأحمر في المحافظة وكذلك مع الفعاليات المعنية وغيرهم بما يساهم بإيصال الخدمة للمستفيدين . 
  إذا نحن نلحظ أن حالات المكتومين لها حيز كبير من عملكم فما هو دور منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في مساعدة المكتومين؟
 قامت  المنظمة بالاستحصال على أحكام  بإلحاق نسب لأعداد كبيرة من الولادات المكتومة ،وإن تلك الولادات لم تكن لتثبت لولا المساعدة القانونية المجانية من المنظمة التي تقدم للمستفيد.
هل لنا ببعض قصص النجاح عن المكتومين ؟
“قصة نجاح من حماة
رهف :عائدة عائلتها من لبنان إلى حماة ، ولا تحمل أي وثائق تثبت هويتها وهوية الطفلة ، تم تحويلها من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى قسم الخدمات القانونية لتقديم الخدمة القانونية لها ، وواجه الفريق القانوني بعض الصعوبات لعدم توافر الوثائق والشهود ، وبالتعاون بين محامي ّ قسم الخدمات القانونية في حماة والقاضي الشرعي الأول ، تم الاستحصال على هوية شخصية لرهف وشهادة ولادة للطفلة ، وتثبيت زواج العائلة في المحكمة الشرعية ، بالإضافة إلى استخراج دفتر عائلة وبطاقة ذكية .
رهف وزوجها يعتبرون أن الخدمة القانونية نقطة تحول في حياتهما ، فبإمكانهم الحصول على المساعدات الإغاثية من الجمعيات وتسجيل طفلتهم في المدرسة ، تقول : “لأول مرة أشعر أني وطفلتي موجودتين “
قصة نجاح من ادلب:
عائشة امرأة متزوجة و لديها أربعة أطفال تعيش في خيمة في أقصى الريف الشرقي لمحافظة ادلب ، وزوجها ونسبها غير مثبت ، وبعد تقييم حال

تها من قبل الفريق القانوني ، تم التدخل القانوني واستخراج الأوراق اللازمة لتثبيت زواجها ونسب أطفالها ، وهي الآن تستطيع أن تسجل أطفالها في المدارس ، الاستفادة من الخدمات المقدمة من الجمعيات بالإضافة إلى حصولها وعائلتها على جميع حقوقهم .
ختاما و من منبر الفداء نوجه الدعوة لجميع المواطنين لعدم إهمال تسجيل الزواج و الولادات أو تأخيرها لكي تعيش الأسرة بحال أفضل و يستطيع الطفل أن يكمل حياته  كسائر الأطفال في الجمهورية العربية السورية . 
                            شذى الوليد الصباغ
المزيد...
آخر الأخبار