مع حلول فصل الشتاء هذا العام اكتسحت البضائع من ألبسة شتوية جميع الأسواق والمحال وعلى رأسهم الجاكيت الشتوي الذي يعد من أهم المقتنيات شتاءً إلا أنه بعد أن كان متوفراً للجميع بات اليوم يحسب له أكثر من مدخول شهري واحد لذوي الدخل المحدود فقد تخطت أسعاره لتصل 600 ألف وأكثر، ناهيك عن أسعار الكنزات الشتوية التي تجاوزت 300 ألف بينما البيجاما الشتوية حددت بسعر 300 ألف ليرة ومافوق وهلم جرا من الاحتياجات التي تقي برد الشتاء .
وأمام هذا الواقع الذي يعاني منه المستهلك من غلاء في الألبسة الجاهزة التي أصبحت رفاهية وشطبت من قائمة الاحتياجات الأساسية، كان #للفداء أن تبحث في أسباب ارتفاع أسعار الألبسة المتواصل والصعوبات التي يعاني منها قطاع صناعة الألبسة الجاهزة وحول الواقع الحالي لهذه الصناعة التي تشتهر بها سورية بجودة صناعتها وكثافة تصديرها،
فهل باتت هذه الصناعة تدق ناقوس الخطر ??
أوضح تيسير حلبي رئيس لجنة قطاع النسيج في غرفة الصناعة أن بيئة العمل والإنتاج ليست كما قبل لعدة عوامل أبرزها ارتفاع حوامل الطاقة من كهرباء ومازوت فالعمل بات مقتصراً على ساعة أو نصف ساعة من الكهرباء وهنا يضطر الصناعي لاستخدام بدائل كالمازوت والذي باتت أسعاره عالية.
كاشفاً أن جميع المنشآت تصنف من الكبيرة والمتوسطة الصغر والتي بلغ عددها 60 منشأة بعد أن كانت أكثر من 120 منشأة بينما العاملة منها لاتتعدى 5% فقط .
وفي نفس السياق أشار حلبي إلى أن أجور العمالة ارتفعت كثيراً حتى وصلت نسبتها 1000%مقابل 8 ساعات عمل بعد أن كانت سابقاً كلفتها لاتتعدى 240 ألفاً ناهيك عن ارتفاع الضرائب والرسوم والتي تقدر على سبيل المثال لصاحب أحد المنشآت
أكثر من 4ملايين.
ويعزو حلبي ارتفاع أسعار الملابس إضافةً لماسبق ارتفاع أسعار القماش المستورد وقرار التمويل عن طريق المنصة وعدم استقرار الليرة ، مضيفاً أن سعر الطن الواحد من القطن بات يكلف 50 مليونا بعد أن كان 140 ألفاً سابقاً.
ويختم حلبي حديثه أن نسبة الإنتاج في قطاع صناعة الألبسة حسب الدراسات الحالية لاتتعدى 3% بينما كانت محافظة حماة تحتل المركز الثالث سابقاً في هذه الصناعة وفي ضوء هذه المعطيات أدى إلى هجرة أصحاب الحرفة والتحول إلى صناعات ثانية أما نسبة الربح 2% فقط وبات العمل في هذا القطاع حفاظاً على الاسم بالنسبة للصناعيين.
الفداء- وسام العلاش
المزيد...