أراني اعتدتُ إيهامَ الطريقِ بأنّني الشجرُ وأنّ الوجهةَ البيضاءَ تلكَ غيومُ تشرينَ الحزينَ ، تلاعبُ الأبوابَ ثانيةً بقصدِ الشعرِ ، تأخذها بعيداً في التلهّفِ ، ثمّ تنحسرُ أراني اعتدتُ ما اعتدتُ .. اعترتْ لغتي التفاصيلُ الصغيرةُ في الحكايةِ ، والغموضُ الأزرقُ الحَذِرُ وداورتُ الشروحَ ، فكلّما ركن المسيرُ إلى بَداهتهِ ، وطيّعتُ انتظاري ، استيقظ القمرُ وخالفتُ الطريقةَ – من قبيلِ العيشِ – لا شكّاً بحاديها ، ولكنَّ المدى خطِرُ أخاتلهُ فينكسرُ أراوغُ سرده العبثيّ علَّي أتّقيهِ ، فيغمضُ الحجرُ وأوهمتُ السّياج بأنّني أرتاح في ظلّ القصيدة كلّ حينٍ ، ريثما يصل القطار من البعيدِ ، فثمّة الأدراجُ تنتظرُ وظنّ النهر أنّي موجةٌ تعبت من استئثارهِ بسموّها الأخّاذِ ، أنّي عابر في وقتهِ الأزليِّ ، أنّي رائقٌ عَكِرُ وأيقنتِ الطبيعةُ بعد لأيٍ أنّني المسكون في أنحائها ، ولديّ ناي هاهناك يضيف معنى للتفتّح أخضراً ، لم يُثنهِ – رغم انحناءِ اللحظة -٦ الضجرُ ودنيايَ اشتهاءات المغنّي للوقوف دقيقةً أخرى على طرف الحديقةِ ، حين أستدرُ وأوهمتُ الحياةَ بأنّني ثملٌ ، يزين كيانه السَّكَرُ ولكنَّ القصيدة أخبرتها أنّني رَجمٌ ، على ألواحه افترقَ الرّماةُ ، وأغبرَ الثمرُ سؤالٌ عالقٌ في الكونِ ، أخيلةٌ تعيدُ البدءَ من خلجاتهِ الأولى ، ارتحالٌ أزورٌ عَسِرُ وتسألني الحكاية كلّما قاربتها .. ماذا يخبّيء للمسرّةِ ذلكَ المطرُ !؟ .
محمود نقشو