ضمن مبادرة “عودة عز” وصول 100عائلة إلى التريمسة من الشمال السوري بعد 14 عاماً من النزوح

الفداء- حسان المحمد :

‏شهدت بلدة التريمسة في ريف حماة الشمالي الغربي عودة أكثر من 100 عائلة إلى منازلهم  المدمّرة بفعل الحرب إبان النظام البائد، وذلك ضمن مبادرة أهلية أطلقتها جهود محلية تحت اسم “عودة عز” حيث انطلقت من مخيمات الشمال السوري حاملةً آمالًا كبيرة لإعادة بناء حياة كانت قد سُلبت خلال سنوات النزوح الطويلة.

‏وأكدالمنسق والمشرف العام على القافلة سهيل جمعةبتصريح خاص للفداء أن العودة شملت ثلاث مراحل بدءاً من تقييم وتقدير أعداد النازحين حتى قبول تأمين احتياجاتهم من الجمعية الخيرية ، حيث قامت الأخيرة بتأمين الآليات إلى جانب سيارة صحية تتبع للدفاع المدني لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم التوجه إلى 3 مخيمات ،لتنطلق العودة في صباح اليوم التالي، وعلى متنها  مبدئياً 100 أسرة ،  لتطوى رحلة نزوح امتدت لأكثر من 14 عاماً.

 

وأشار جمعة  إلى أن العمل جارٍ الآن بالتعاون مع منظمات وجمعيات بهدف تنظيم مجيء قوافل جديدة للأهالي العالقين في مخيمات الشمال ،و العاجزين عن العودة.

‏وأوضح بسام عبد الرزاق الجاسم “عضو لجنة مجتمعية” أنه منذ بداية التحرير كان لابد من العمل على تنظيم قوافل تسهم بعودة الأهالي ،لذا تم تشكيل لجنة من أبناء التريمسة بهدف التواصل مع الجهات الرسمية والمنظمات والجمعيات ،وكذلك للمغتربين ،وقد تمكنت اللجنة من تأمين أكثر من 100 آلية للقيام بنقل أثاث منازل النازحين إلى جانب الباصات التي تنقل النساء والأطفال يرافقها سيارات إسعاف وسيارات شرطية ،وبهذا
‏ تم نقل أكثر من 100عائلة من أهالي القرية النازحين كدفعة أولى ،علماً أنه يتم التنسيق حالياً لتأمين عودة دفعات أخرى متتالية لجميع النازحين من المخيمات.



‏ودعا الجاسم جميع المنظمات والجمعيات الخيرية والمؤسسات العاملة بالشؤون الإنسانية إلى التوجه لدعم عودة جميع  النازحين إلى قراهم ومنازلهم.

‏من جهته معتصم بالله سرحان إمام وخطيب مسجد التريمسة الكبير ، عبّر عن فرحته بعودة الأهالي ،مؤكداً أن هذه العودة للقافلة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حيث سيتبعها عدة قوافل لتأمين عودة جميع الأهالي النازحين تباعاً،مشيراً إلى أن عدد العائلات الذين عادوا إلى القرية قدّر بنحو 500عائلة حتى اليوم .


‏واعتبر فرج الفرج ، وهو من أهالي التريمسة ، بأن عودة الأهالي إلى القرية هي أشبه بعودة تدفق الماء بالنبع الجاف ، عودة مليئة بالعز والكرامة والشموخ والإباء، وأن هجرة أهل القرية كانت بسبب رفضهم العيش تحت حكم المستبدين الظالمين ،لا سيما بعد ما جرى فيها من مجــازر وتدمير.

‏ولفت فرج إلى أن الأهالي كانوا يواجهون صعوبات جمّة في أماكن نزوحهم، خاصةً مع غياب الموارد والمساعدات الكافية لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

‏وأوضح أن المسافة الطويلة بين مواقع النزوح وبلدة التريمسة ،كانت عائقًا أمام العودة، لكن المبادرة الحالية ساعدت في تجاوز هذا التحدي.‏

إلى ذلك بين أياد ابو تركي من جمعية ضع بصمتك، بأن من خلال تواصل عدد من ابناء بلدة التريمسة لتأمين نقل للاهالي القاطنين في المخيمات
تم الاستجابة لندائهم من قبل الجمعية بعد احصاء عدد العائلات وتم نقلهم من مخيمات قاح وأطمة إلى بلدة التريمسة ، ولفت تركي ابو أياد بأن هناك استكمال للقافلة لتأمين عودة باقي العائلات بعد الأنتهاء من العام الدراسي.

المزيد...
آخر الأخبار