الفداء – جينا يحيى
تواجه عيادات الأسنان في المراكز الصحية بمدينة سلمية وريفها واقعاً خدمياً صعباً، نتيجة نقص المواد الطبية وتعطّل معظم أجهزة وكراسي المعالجة، ما أدى إلى تراجع مستوى الخدمات السنية المقدمة رغم الإقبال الكبير من المرضى والمراجعين.
وتضم المنطقة عشر عيادات سنية موزعة بين المركز الإشرافي في سلمية، وقرى الشيخ علي كاسون، الكافات، تل الدرة، ظهر المغر (زهير الخطيب)، بري الشرقي، السعن، تل التوت، عقارب الصافية، وصبورة، وجميعها تعاني ظروفاً متشابهة من حيث النقص الفني والمادي.
نقص في المواد وتعطل في المعدات
تقول الدكتورة عائدة فرج، رئيسة المنطقة الصحية في سلمية لصحيفة الفداء: إن جميع المراكز الصحية السنية تعاني من قلة المواد الطبية وتعطّل الأجهزة، لافتة إلى أن الخدمات المقدمة تُعدّ مقبولة مقارنة بالإمكانات المحدودة.
وأشارت إلى أن المنطقة تضم 16 طبيب أسنان ملتزمين بالدوام، ويقدّمون ما يستطيعون من خدمات علاجية ضمن الإمكانيات المتاحة.
خدمات محدودة في المركز الإشرافي
وأوضح الدكتور رزق نيوف، طبيب الأسنان في المركز الإشرافي بسلمية لصحيفة الفداء ، أن العيادة تستقبل شهرياً بين 400 و500 مريض، إلا أن العمل يقتصر حالياً على قلع الأسنان وتنظيف اللثة بسبب نقص المواد وتعطل الكرسي وقبضات الحفر.
وأضاف أن تكلفة إصلاح الكرسي مع ضاغط الهواء تبلغ نحو أربعة ملايين ليرة سورية، وهو مبلغ غير متوافر حالياً، مشيراً إلى غياب أي جهة أو متبرع لتغطية نفقات الإصلاح.
جهود طبية رغم الظروف الصعبة
وبيّن الدكتور نيوف أن الفريق الطبي مستمر بإجراء الفحوص الدورية وجلسات التوعية الصحية، رغم محدودية المواد، فيما تُحوّل الحالات الإسعافية إلى المشفى الوطني في سلمية بسبب توقف المعدات داخل العيادة.
أعطال متكررة في مركز تل الدرة الصحي
من جانبه، أكد الدكتور عدي مني، طبيب الأسنان في مركز تل الدرة، أن الكرسي في المركز خارج الخدمة نتيجة تعطل القبضات وخزان الهواء، إلى جانب نقص حاد في المواد الطبية.
وأوضح أن الأجهزة بحاجة إلى صيانة أو استبدال كامل نظراً لقدَمها وعدم إصلاحها منذ سنوات، مبيناً أن عدد المراجعين يتراوح بين 70 و100 مريض شهرياً، وأن الخدمات الحالية تقتصر على القلع فقط، بينما تُحال الحالات المعقدة إلى المشفى الوطني.
يتّضح من هذا الواقع أن المراكز السنية في سلمية وريفها تواجه تحديات حقيقية تهدد استمرارية خدماتها، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لإصلاح المعدات، وتأمين المواد الطبية الضرورية، لضمان استمرار الرعاية الصحية للمواطنين بصورة تليق باحتياجاتهم اليومية.