استرجاع دير راهبات الكرمل في اللاذقية خطوة مفصلية تعيد الاعتبار للحقوق المغتصبة

 

الفداء _ ناديا المير محمود

 

شهدت مدينة اللاذقية اليوم، حدثاً مهماً، تمثّل في استرجاع عقار دير راهبات الكرمل في منطقة “الكاملية” من قبل أصحابها الشرعيين بعد حوالي ستة عقود من الاستيلاء عليه من قبل حزب البعث المنحل.

 

وتكتسب هذه الخطوة رمزية كبيرة في سياق جهود بناء دولة جديدة تقوم على العدل والمساواة، وتؤكد على احترام حقوق المواطنين السوريين بكل أبعادها، المادية والمعنوية، وعدم التفريط بها تحت أي ظرف.

 

استعادة الدير: خطوة هامة في مسار استرداد الحقوق المهدورة

 

في هذا السياق، عبّرت رئيسة الدير “ريما ناصر” عن فرحتها بهذا التطور في مقطع فيديو نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن استعادة الدير بعد سنوات طويلة من المنع والحرمان من الوصول إليه كان لحظة تاريخية لها ولزملائها.

يرجع تاريخ دير راهبات الكرمل إلى ما قبل عام 1967، حيث كان يستخدم كمدرسة ابتدائية وملجأ للأطفال قبل أن يستولي عليه حزب البعث عام 1967 بشكل غير قانوني. وعلى الرغم من محاولات عديدة لاستعادته، إلا أن الأمر لم يتحقق إلا اليوم، حيث تمت إعادة العقار إلى أصحابه الشرعيين.

في حين، جرت مراسم تسليم العقار برعاية محافظ اللاذقية ومدير الشؤون السياسية، مما يشكّل خطوة جديدة نحو استعادة الحقوق الخاصة والعامة في البلاد، وهي خطوة لن تكون الأخيرة في مسار تحقيق العدالة لجميع السوريين، في دولة تنبني على أساس الحق والعدالة، تضمن لكل فرد حقه كاملاً دون أية تفرقة أو استثناء.

كما تجدر الإشارة إلى أن شهر نيسان الماضي شهد أيضاً استرجاع دير راهبات الكنيسة المارونية في اللاذقية لممتلكاتها، المعروفة باسم “الخربة”، بعد أكثر من أربعين عاماً من مصادرته من قبل حزب البعث في عام 1958. حيث كان يستخدم كمقرّ رسمي، مما أدى إلى تعطيل الأنشطة التعليمية والتربوية التي كانت تقوم بها الراهبات.

إن استرجاع هذه الممتلكات يمثل خطوة إيجابية في إطار استعادة الحقوق المهدورة، ويؤكد على أن مسيرة العدالة لا تتوقف، وأن سورية المستقبل ستكون قائمة على قيم الحق والحرية لجميع أبنائها.

 

 

المزيد...
آخر الأخبار