تصعيد الاحتلال في القنيطرة: انتهاكات مستمرة واستغلال للفراغ الأمني

 

الفداء _ ناديا المير محمود

 

تشهد محافظة القنيطرة تصعيداً واسعاً في الانتهاكات العسكرية والمدنية من قبل قوات الاحتلال منذ سقوط النظام البائد في 8 ديسمبر 2024، بعدما استغلت تلك القوات حالة الفراغ الأمني لتوسيع وجودها وفرض سيطرتها على المنطقة، وفق التقرير الصادر عن المديرية العامة للإعلام ومتابعاتها الميدانية المستمرة.

برزت منذ ذلك التاريخ سلسلة اعتداءاتٍ طالت المدنيين والبنى التحتية، وأدت إلى تفاقم معاناة السكان عبر هجمات يوميةٍ وتوغلات في مناطق مختلفة.

وتمركزت قوات الاحتلال في تسعة مواقع استطلاعية تمتد من جبل الشيخ حتى حدود درعا، ما تسبب بحالة عدم استقرارٍ أمني وخلق ضغوطٍ كبيرة على حركة الأهالي.

كما قطعت قوات الاحتلال الطرق الحيوية، وبينها الطريق الغربي من الحميدية وطريق مدينة السلام، الأمر الذي عزل القرى عن بعضها وأعاق تنقل المدنيين.

وامتدت الانتهاكات إلى الممتلكات العامة والخاصة، بعد الاستيلاء على مبنى المحافظة وتخريبه لأسابيع قبل الانسحاب منه، إضافةً إلى تدمير منازل في الحميدية ورسم الرواضي وتجريف أراضٍ زراعية وحراجية في جباثا الخشب وكودنة.

وتعرض القطاع الصحي لضغطٍ كبير إثر اعتقال فريق إسعاف تابع للهلال الأحمر لأربع ساعات، ما أعاق تقديم الخدمات الطبية في لحظةٍ حرجة.

كما تعطلت العملية التعليمية بعد إغلاق مدارس عدة نتيجة التوغلات العسكرية وصعوبة وصول الطلاب والمعلمين، ما زاد من التدهور التربوي في المحافظة.

وتصاعدت آثار الانتهاكات على الخدمات الأساسية مع قطع الكهرباء والمياه والاتصالات عن المناطق التي شهدت عمليات توغل، الأمر الذي أوقف أعمال الصيانة وزاد معاناة الأهالي. ،

وبالرغم من الممارسات التعسفية استمرت المنظمات الإغاثية بتقديم المساعدات، وواجهت قوافلها مضايقات ومنع وصول لبعضها، إضافة إلى محاولات الاحتلال تمرير مساعدات مشروطة رفضها السكان وأقدموا على إحراق بعضها.

وفيما يخص الاعتداءات المباشرة عملت قوات الاحتلال على استهداف المدنيين بالرصاص الحي، ما أدى لوقوع ضحايا بينهم شابٌ قُتل في القطاع الشمالي، إلى جانب تنفيذ حملات اعتقال واسعة طالت نحو 45 شخصاً بزعم ارتباطات مع ميليشيات إيرانية وحزب الله.

وتواصلت الضغوط على الإعلاميين، إذ تعرض فريق ألماني من قناة ZDF لتكسير معداته في محاولة واضحةٍ لفرض رقابة على التغطية الإعلامية ومنع نقل الانتهاكات.

وفي سياقٍ متصل، وفي خطوةٍ مثيرة للجدل، جاءت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القواعد العسكرية المقامة حديثاً في المنطقة منزوعة السلاح، والتي أُنشئت بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، لتؤكد تثبيت الاحتلال وجوده في تسع قواعد تُستخدم كنقاط انطلاق للتوغلات.

وحملت الزيارة رسالةً تصعيديةً تعمّق الإحباط الشعبي وتزيد التوتر، بينما يبقى ضبط النفس الخيار الأنجع لتجنب انزلاق المنطقة نحو مزيدٍ من التصعيد.

تجدر الإشارة إلى أنه وباستمرار الانتهاكات في محافظة القنيطرة في ظل استمرار الاحتلال، ما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لضمان حماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في العمل على إنهاء هذه الانتهاكات وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، من خلال دعم الجهود الإنسانية والإغاثية لضمان حقوق الإنسان الأساسية لأهالي القنيطرة.

المزيد...
آخر الأخبار