حمص بين صدمة الجريمة والمسؤولية..دعوة إلى ضبط النفس والوعي الاجتماعي

 

الفداء _ ناديا المير محمود:

 

استيقظت بلدة زيدل جنوب حمص صباح اليوم الأحد ،  على جريمة قتل مروعة طالت رجلاً وزوجته داخل منزلهما، في حادثة صادمة على مستوى المنطقة، حيث ظهرت على جدران المكان عبارات ذات طابع طائفي، ما يعكس محاولة واضحة لبث الفتنة بين السكان.

فور الإبلاغ عن الحادثة، قامت الجهات المختصة بفتح تحقيق موسّع، وجمع الأدلة، ورفع مستوى الجاهزية الأمنية لمنع أي تصعيد محتمل.

وفي تصريح رسمي، أكّد قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد مرهف النعسان، أنَّ الجريمة تهدف إلى “إثارة خطاب طائفي وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع”، داعياً المواطنين إلى التحلي بضبط النفس، وترك التحقيقات للقوى الأمنية المكلفة بملاحقة الجُناة وتقديمهم إلى القضاء، إضافة إلى وصول تعزيزات أمنيه شهدتها بلدة زيدل وعدة مناطق جنوب مدينة حمص، حيث باشرت قوى الأمن الداخلي رفع مستوى الجاهزية وتنفيذ انتشار مكثف داخل هذه المناطق ومحيطها، لضمان الأمن وحماية الاستقرار ومنع أي استغلال للحادثة لإثارة الفتنة.

دور المجتمع وضرورة التروي

سرعان ما انتشر خبر الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول فيديوهات على قيام مجموعات غير منضبطة بالهجوم على بعض الأحياء، رافقها إطلاق رصاص وعمليات كسر وتخريب، مانشر حالة من الهلع بين السكان،

بالمقابل ظهرت آراء متنوعة تعبّر عن القلق والغضب، وفي الوقت ذاته عن وعي كبير بخطر الانجرار وراء الشائعات أو الروايات الطائفية.

حيث أشار عدد من المواطنين إلى أن أي حادثة، مهما كانت مأساوية، قد تتحول إلى فتنة إذا استُغلت بشكل خاطئ، مؤكدين أن ضبط النفس والالتزام بالقانون هما الضمانة الأساسية لحماية المجتمع، مع دعوات لضرورة التعاون مع الجهات الأمنية للوقوف بوجه أي تصعيد محتمل.

هذا الوعي الشعبي يعكس إدراكا بأن المسؤولية لا تقع فقط على الأجهزة الأمنية، بل  أيضاً  على عاتق المواطنين في منع انتشار الفوضى، والحرص على عدم استغلال الأحداث لزرع الكراهية أو الاستقطاب بين مكونات المجتمع.

العدالة كخط أساس للأمن والاستقرار

كما أشار السوريون إلى أهمية محاسبة مرتكبي الجرائم من كل الأطراف، بما يضمن عدم إفلات أحد من القانون، معتبرين أن العدالة الشاملة هي الطريق الأمثل لمنع الانتقام والفتنة.

حيث إن غالبية الأصوات دعت إلى التعامل مع الحوادث عبر المؤسسات القضائية الرسمية، وعدم السماح للغضب أو الانفعال بتحويل المجتمع إلى ساحة صراع جديد.

وفي الوقت نفسه، شدَّد المواطنون على أهمية ضبط السلاح غير المرخص، إذ يمكن أن يؤدي تداوله خارج إطار القانون إلى تفاقم أي نزاع، وتحويل حادثة فردية إلى مواجهات أوسع، مما يهدد أمن المنطقة واستقرارها.

السوشال ميديا… سلاح يتطلب مسؤولية

أظهرت الحادثة أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مساحة للوعي والتحذير، كما يمكن أن تصبح أداة لتضخيم الأحداث وإثارة الانقسامات.

ولذلك، كان الحرص على التروي قبل مشاركة أي معلومة أو نشر أي تعليق ضرورة ملحة، وهو ما عبّر عنه العديد من المتابعين الذين دعوا إلى انتظار نتائج التحقيق الرسمية قبل إصدار الأحكام أو إطلاق الاتهامات.

العقل والعدالة أساس استقرار المجتمع

تؤكد جريمة زيدل مرة أخرى أن المسؤولية المشتركة بين الدولة والمجتمع هي الضمانة الوحيدة لمنع الانزلاق نحو الفتنة أو العنف الطائفي، والحفاظ على الأمن وتحقيق العدالة، مع الالتزام بالقانون والهدوء في التعامل مع الأحداث، يشكل خط الدفاع الأول أمام أي محاولة لتقويض النسيج الاجتماعي.

إن وعي المجتمع وحضوره العقلاني، إلى جانب جهود الأجهزة الأمنية والقضائية، يمثلان الركيزتين الأساسيتين لحماية الأمن والاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة من حياة السوريين.

 

 

المزيد...
آخر الأخبار